“استرزاق على قفا القضية”.. محلل: إمارة الخليل استنساخ لعلاقة السلطة بالاحتلال

رام الله- الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إن قادة ما يسمى بـ “إمارة الخليل” التي تخطط للإنشقاق عن السلطة الفلسطينية ساروا على درب قيادة منظمة التحرير التي اعترفت بـ”إسرائيل” مقابل اعترافها بالمنظمة ممثلًا شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو شمالة في مقال أنه “بغض النظر عن حجم هؤلاء الفالتين، ومدى تمثيلهم للعائلات والعشائر في الخليل، وأهدافهم الشخصية ومصالحهم، وارتباطاتهم المتجذرة والعميقة مع الاحتلال، فإن واقع قيادة السلطة الفلسطينية المتخاذل والمتهالك والمتهافت على لقاء الإسرائيليين، كان المحرك الرئيسي لهؤلاء الساقطين في مستنقع مصالحهم”.
وأشار إلى أنه لاسيما بعد أن تيقنوا أن قيادة السلطة الفلسطينية تقيم علاقات أمنية مع المخابرات الإسرائيلية، فما المانع أن يتعاونوا هم مع المخابرات الإسرائيلية، وطالما كانت قيادة السلطة الفلسطينية تقبض الملايين من الإسرائيليين، وقد استشرى الفساد في عروقها، فلماذا لا يكونوا هم أصحاب الملايين؟”.
وتساءل الكاتب: “إذا كانت قيادة السلطة الفلسطينية بعد 40 سنة من اتفاقية أوسلو المدانة من طرفهم، لم تحقق لشعبنا حرية ولا نصر ولا استقلال اقتصادي ولا معابر مفتوحة، وطالما عجزت السلطة عن حماية الأرض من المستوطنين، وقد بلغت زيادة الاستيطان 40% بآخر 5 سنوات فقط، وهناك مشروع حسم قدمة 14 وزيراً إسرائيلياً يطالبون حكومتهم بضم الضفة إلى السيادة الإسرائيلية، وطالما كانت القبلية والمناطقية والعشائرية منتشرة بربوع السلطة الفلسطينية، فلماذا لا يفتشون عن مقامهم ومكانتهم؟”.
وأكمل: “إذا كانت قيادة السلطة الفلسطينية وقفت موقف المتفرج والشامت بالعدوان الإسرائيلي ضد أهل غزة وشمال الضفة الغربية، فلماذا لا يبادرون إلى حماية أنفسهم، من الاستيطان والعدوان، ولو عن طريق الخنوع والهوان، وإذا كان أصل وجود لها في رام الله يقوم على الاعتراف الإسرائيلي بهم، فلماذا لا يسعى مشايخ بعض عائلات الخليل وشخصياتها للاعتراف بيهودية الدولة مقابل الاعتراف بهم قيادة لإمارة الخليل”.
وأكد أبو شمالة أن قيادة السلطة الفلسطينية هي التي أنجبت أي شخصية فلسطينية تفتش عن علاقة تعاونية وأمنية مع الاحتلال، وحضت الساحة الفلسطينية إلى المزيد من الانقسام والتشرذم، وستغرق مستقبل الضفة الغربية في الصراعات الداخلية، والخلافات العائلية والقبلية، وهي التي تتحمل المسؤولية، وهي المدانة والمتهمة والمبغوضة من الشعب الفلسطيني، وفق مجمل استطلاعات الرأي.
وبين أن إمارة الخليل التي يطالب بها بعض وجهاء ومشايخ القبائل فكرة إسرائيلية مستوحاة من كتب اليهود الدينية، وعلى ذلك تم بناء الموقف السياسي الإسرائيلي؛ الذي تعمل عليه القيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهي تسعى جاهدة إلى إقامة إمارة الخليل، ثم إمارة نابلس، وإمارة جنين، وإمارة رام لله، وإمارة أريحا، معتمدين في ذلك على كتبهم الدينية، ألتي تصف صراع اليهود التاريخي على أرض فلسطين مع الممالك الفلسطينية في الزمن الغابر.
ونبه إلى أنه حين تفتش عن حجم ومساحة ومكانة الممالك الفلسطينية التي هزمها اليهود بتلك الفترة الأسبق من الميلاد، تكتشف أنها مجرد مدن صغيرة، أو تجمعات سكنية كنعانية، لها شيخ أو قائد أو حاكم، وقف في وجه الغزاة المعتدين، وقاتلهم، وحاول صدهم عن أرضه، فتآمروا عليه، وقضوا على مملكته المزعومة.
وتساءل: “هل أدركت قيادة السلطة الفلسطينية حجم المصائب التي صبتها على رأس الشعب الفلسطيني وبأحشاء الأمة العربية؟ وهل يوجد فيها شخصية عاقلة حكيمة موزونة موثوقة تخلو من الفساد والانحطاط، ليأخذ بيد منظمة التحرير بعيداً عن التنسيق والتعاون الأمني مع العدو الإسرائيلي، وينهض بالمشروع الوطني التحرري الوحدوي بعيداً عن دعاة التشرذم والتمزق والاسترزاق من القضية الفلسطينية؟”.
وختم الكاتب: “ننتظر تحرك الشعب الفلسطيني الصارخ والصارم ضد قيادة منظمة التحرير قبل أن يضيع ما تبقى من أرض الضفة الغربية”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=90599