“إمارة الخليل” ليست زوبعة في فنجان

“إمارة الخليل” ليست زوبعة في فنجان

الخليل – الشاهد| كتب عبد المجيد سويطي: طرح “إمارة الخليل” ليست زوبعة في فنجان وقد تكون بالون اختبار وقياس رأي عام لمشروع قديم وكبير يعتقد بأنها نضجت ظروفه الموضوعية.

لمن يذكرون في نهاية سبعينات القرن الماضي وبداية الثمانينات طرح مشروع روابط القرى المرتكز على أسس العشائرية بعنوان حكم ذاتي محدود في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وتم رفضه ومقاومته بقوة في الأراضي الفلسطينية.

حين ذاك، وفي عام 1994 ونتيجة اتفاق أوسلو أقيمت السلطة الفلسطينية تحت نفس العنوان ( سلطة حكم ذاتي محدود في الضفة الغربية وقطاع غزة ) بقياده منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية المنضوية في إطارها.

فكرة إمارة الخليل ( كنتون الخليل ) والتي يروج لها بطريقة احترافية ، مستفيدين من الحالة السياسية والاقتصادية السائدة التى عمقت فكرة الخلاص الفردي عند الكثير من الناس ، التي تحاول اسرائيل تعميقها في الوعي الفلسطينية من خلال الضغوط على السلطة والمواطنين.

ما حصل خلال الثلاثون عاما في حكم السلطة الفلسطينية ان تضائل النفوذ الاجتماعي للفصائل وللحركة الوطنية الفلسطينية بشكل عام، والجميع يذكر كانت الحركة الوطنية قبل السلطة هي صاحبة القول الفصل الاول اجتماعيا، وكانت العشائر تتماها أو تنصاع للحركة الوطنية.

ما تم طرحه اليوم بعنوان ( إمارة الخليل ) هو بالون اختبار لطرح الفكرة للنقاش في الشارع الفلسطيني بشكل عام والشارع المحلي ( الخليل ) بشكل خاص وقياس ردود الفعل.

مصطلح (إمارة) هو مصطلح عميق مدروس بعناية، خاصة وأن الخليل قوة اقتصادية لا يستهان بها، وهو ايحاء نفسي إلى امارات الخليج التي تتمتع بقوة اقتصادية عالية.

ومقارنة مع ردود فعل الناس في ثمانينات القرن الماضي على فكرة روابط القرى، سواء من السلطة أو المجتمع المحلي، تعتبر الردود على فكرة إمارة الخليل هادئة أو لا مبالية أو ربما انتظارية.. ربما وربما ، ولكن القصة اكبر من ان تكون زوبعة في فنجان.

إغلاق