غزة وحدها في مواجهة حرب بلا نهاية

رام الله – الشاهد| خط الكاتب الفلسطيني اسماعيل الريماوي مقالاً حول استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة وتهديد جيش الاحتلال باحتلال مدينة غزة، وسط حالة من الخذلان الذي يعاني منها سكان القطاع من القريب والبعيد، وفيما يلي نص المقال.
يواصل بنيامين نتنياهو إدارة الحرب على غزة بعقلية المناورة والمماطلة، فهو لا يبحث عن نهاية للصراع بقدر ما يبحث عن إطالة أمده خدمةً لبقائه السياسي، بالنسبة له قضية الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة ليست أولوية، بل مجرد ورقة ضمن لعبة معقدة يفاوض عبرها ويعيد ترتيب شروطه كل مرة، في حين يضع كرسي الحكم فوق كل اعتبار آخر.
اما الولايات المتحدة، التي يفترض أنها صاحبة الكلمة المؤثرة، فما زالت تغذي هذه الحرب سياسيًا وعسكريًا، فهي ترى في استمرارها فرصة لإضعاف المقاومة الفلسطينية وضبط إيقاع المنطقة وفق مصالحها ومصالح إسرائيل، بينما تكتفي بإرسال إشارات إعلامية باردة عن “القلق الإنساني” دون اتخاذ خطوة فعلية نحو وقف العدوان.
أما العرب، فالغائبون كما العادة، وكأن غزة ليست جزءًا من جغرافيتهم ولا قضيتها قضيتهم. لا يتحركون إلا إذا شعروا أن بقاء أنظمتهم مهدد، وهو ذات المنطق الذي يحكم السلطة الفلسطينية التي لم تعد تنشغل إلا بمكانتها ووجودها السياسي، تاركة غزة تواجه مصيرها وحيدة.
الحقيقة الواضحة أن نتنياهو لن يوقف الحرب طوعًا، وأن الولايات المتحدة ما زالت تحميه وتغطي جرائمه، وأن العرب والسلطة غائبون عن المشهد إلا بقدر ما يخص مصالحهم، من هنا يصبح وقف الحرب مرتبطًا فقط بلحظة التي يفرض فيها الضغط الدولي الكبيرعلى إسرائيل و يجبرها على التراجع ، وهو ما لم تتبلور حتى الان .
لكن خلف هذه الحسابات السياسية الباردة هناك مأساة إنسانية متصاعدة، غزة تنزف كل يوم، أطفالها يموتون جوعًا وقصفًا، ونساؤها يبحثن بين الركام عن بقايا حياة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=92695