التضخم يزداد والأموال شحيحة.. السلطة تفشل بتوفير أبسط حقوق المواطن بالعلاج والطعام

التضخم يزداد والأموال شحيحة.. السلطة تفشل بتوفير أبسط حقوق المواطن بالعلاج والطعام

الضفة الغربية – الشاهد| باتت الأوضاع الاقتصادية المتردية في الضفة مثار انتباه وتعليق من أوساط إسرائيلية؛ حيث أشارت مراسلة هآرتس في الضفة الغربية هاجر شيزاف الى الأزمة التي تعصف بالمواطنين جراء فشل السلطة الفلسطينية في بناء اقتصاد حقيقي.

وعلقت الصحفية الاسرائيلية في تقرير لها على مجمل الأوضاع؛ إذ ذكرت أنه “لا يوجد مال للروضة ولا للطعام ولا للدواء، إسرائيل منعت دخول العمال، والأزمة الإقتصادية تضرب بالضفة الغربية”.

ولفتت الى العمال يبيعون أدوات العمل الخاصة بهم، وخاصة ممن حصلوا على قروض، حيث يتجنبون الطعام إلا إذا كان للأطفال، وحتى هذا يكون بصعوبة.

ونوهت الى أنه مر أكثر من ثلاثة شهور على إغلاق إسرائيل الأبواب أمام العمال الفلسطينيين، وهم بقوا وحيدون، بدون عمل، وبدون شبكة أمان من السلطة الفلسطينية.

وأشارت الى قصة حدثت مع أحد المواطنين؛ وتقول فيها: “الإبن سقط على الأرض، وأصيب بجرح في الرأس، ذهبت به الأم للطبيب، هناك علمت إنها بحاجة لعلاجة مبلغ (150) شيكل، ولا تملك المبلغ في تلك اللحظة، وللطبيب الذي كان قلقاً على المال عرض الفتى المصاب يبقى لديه حتى تذهب الأم وتوفر المبلغ المطلوب، القصة كما تبدو خيالية، لكنها حصلت في يطا جنوب جبل الخليل”.

وتابعت: “هذه العائلة وقعت ضحية أزمة إقتصادية، لم تتمكن من توفير عدة عشرات من الشواقل لعلاج إبنها، في النهاية ترك الطفل وعاد لواقع حياته، حيث أفراد العائلة عاطلين عن العمل، وبالكاد يوفرون الطعام لأنفسهم، والأهم أن لا يحتاج لرعاية طبية مرّة أخرى”.

ولا تقتصر الأزمة على العمال، حيث يزداد يوما بعد يوم التضخم وارتفاع الأسعار التي تلهب ظهر المواطنين، ومعها تزداد رواتب الموظفين انخفاضا في قيمتها، وهو الأمر الذي وضعهم في دوامة لتحصيل لقمة عيش كريمة.

وكشفت دراسة ميدانية حول الرواتب ومدى قدرتها على سد الاحتياجات وحول متوسط إنفاق الأسرة الفلسطينية وخطوط الفقر، أن معدلات المصاريف الشهرية للمواطنين تحتاج في المتوسط إلى 5 آلاف شيكل في الشهر لتغطية الاحتياجات الأساسية.

ويشار الى أن متوسط إنفاق الأسرة الفلسطينية شهريا قبل 6 سنوات كان يصل فقط الى نحو935 ديناراً، بينما كان أن متوسط الرقم في العام 2010 يصل لقرابة 2000 شيكل لسد الاحتياجات الشهرية الأساسية.

وقد جاءت هذه الأرقام ومعدلات الصرف الشهرية للأسر في ظل الارتفاعات المتتالية على أسعار المواد الغذائية والمحروقات في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب الشكوى من ارتفاع تكاليف المواصلات العمومية في الضفة الغربية، فضلا عن ارتفاع إيجارات المنازل خصوصا في رام الله والبيرة.

فضيحة اشتية

وفضحت صحيفة عبرية بكاء حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية بشأن الأزمة المالية، وتحديداً جراء استمرار الاحتلال في الاقتطاع من أموال المقاصة الفلسطينية، وأكدت أن السلطة تلقت دعماً وتسهيلات إسرائيلية كبيرة خلال الفترة الأخيرة.

وأشارت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أن الحكومة الإسرائيلية منحت حكومة اشتية والسلطة خصومات كبيرة على ضريبة “البلو” وزادت قيمة عائدات الضرائب التي كانت تحولها لها شهرياً، وخفضت الضريبة على المحروقات الممنوحة للنصف خلال الفترة الأخيرة.

 

إغلاق