اجتماع مركزية فتح.. تيار فرج – الشيخ يعزز السيطرة وتراجع التيارات الأخرى

اجتماع مركزية فتح.. تيار فرج – الشيخ يعزز السيطرة وتراجع التيارات الأخرى

الضفة الغربية – الشاهد| أظهرت نتائج اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح والذي عقد بمقر المقاطعة الليلة الماضية، برئاسة محمود عباس زعيم الحركة، تعزيز لتيار ماجد فرج – حسين الشيخ لسيطرته على المزيد من مراكز القوى.

وفي مقابل ذلك التعزيز، شهدت تيارات جبريل الرجوب – محمود العالول – توفيق الطيراوي، تراجعاً وخسارة كبيرة، لا سيما في ظل اختيار اللجنة لعزام الأحمد ليمثل أمانة السر في منظمة التحرير، خلفاً لصائب عريقات، فيما يتولى حسين الشيخ دائرة المفاوضات في المنظمة أيضاً خلفاً لعريقات.

مصادر في مقر المقاطعة رجحت، أن الاجتماع الذي حضره زعيم فتح محمود عباس، وكامل أعضاء اللجنة المركزية، وقيادات أمنية، من بينها رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج شهد نقاشاً ساخناً.

وحاز نقاش المهمة الفاشلة للوفد الفتحاوي الذي زار سوريا بقيادة جبريل الرجوب في إقناع الجبهة الشعبية، وتحديداً في تغيير موقفها من مقاطعة اجتماع المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير، مساحة واسعة، وسط تلميحات داخل الاجتماع بأن الرجوب لم يكن على قدر المسؤولية.

واعتبرت التيارات المنافسة لتيار الرجوب، أن مهمة الأخير الفاشلة تندرج في طار فشله بالعديد من المهام التي كلف بها من قبل مركزية فتح ومحمود عباس، وهو ما يعني خسارته نقاط لتعزيز موقفه للدخول لمنظمة التحرير.

المصادر أكدت أن عباس قدم اقتراحاً خلال الاجتماع بتعيين حسين الشيخ لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وبالتالي تولي ملف دائرة المفاوضات في المنظمة، وهو ما وصف بالضربة القاضية للرجوب بعد تأكيد مركزية فتح على ثقتها بعضوية عزام الأحمد في اللجنة التنفيذية للمنظمة.

صراع خفي

وكان مدير الدائرة السياسية السابق في ديوان الرئاسة بالسلطة الفلسطينية ياسر جاد الله كشف أن العلاقة القوية بين مدير جهاز المخابرات ماجد فرج وعضو اللجنة المركزية ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ تزعج أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب.

وأوضح جاد الله في مقطع فيديو أن الرجوب لا يزال يبسط بنفوذه على جهاز الأمن الوقائي وقائده زياد هب الريح، وأضاف: "هب الريح لا يتصرف بأي أمر دون الرجوع لجبريل الرجوب".

وأشار إلى أن الرجوب لن يسمح لماجد فرج وحسين الشيخ بأن تصل طموحاتهم إلى السيطرة على منصب الرئاسة، منوهاً إلى أن جهاز المخابرات طلب من بعض النشطاء خارج الأراضي الفلسطينية بتسريب بعض المعلومات والقيام بحملات إعلامية ضد جهاز الأمن الوقائي.

وبين أن ماجد فرج ورط جهاز الأمن الوقائي في العديد من القضايا التي هدف من خلالها تدمير الجهاز وسمعته، والتي كان آخرها جريمة اغتيال الناشط نزار بنات والتي تورط فيها قادة وضباط وجنود جهاز الأمن الوقائي، لافتاً إلى أن تلك الجريمة تمت بسبب غباء قائد الجهاز زياد هب الريح.

النظام البطريركي

وفي اعتراف صريح لما تعانيه حركة فتح من ترهل، طالب جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، بإسقاط النظام البطريركي أو نظام الأبوة المهيمن على أروقتها.

وقال الرجوب خلال اجتماع للمجلس الاستشاري لحركة فتح عقد في التاسع من الشهر الجاري، إن النظام البطريركي خدم مرحلة ولن يكون فاعلًا في المرحلة القادمة فلا بديل عن عقلية المؤسسة.

وتهيمن عقلية "الشللية" والكوتات والواسطة وغياب الممارسة الديمقراطية وآليات الرقابة من المجلس الثوري الذي يمثل برلمان الحركة، وهي وضعية لطالما فضلها زعيم الحركة محمود عباس ليتسنى له التفرد بالقرار وإقصاء مخالفيه.

وتتعاظم الانتقادات الداخلية للوضع السيء الذي تمر به فتح، نتيجة هذا التفرد والهيمنة لعباس ومقربيه.

صراع الخلافة

وكان رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج وأمين سر اللجنة المركزية لفتح جبريل الرجوب زارا خلال الأشهر الأخيرة دولة الإمارات، وزار الجناح الفلسطيني في معرض "اكسبو دبي" التطبيعي، على الرغم من العلاقات المتوترة بين السلطة والامارات.

ويعد الرجوب من الشخصيات الأوفر حظاً في خلافة رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس، بالإضافة إلى حالة الصراع الخفي والعلني مع ماجد فرج الذي ينافسه على المنصب ذاته.

ونشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية نهاية الشهر الماضي، تقريراً تحدثت فيه عن العلاقات الإماراتية مع السلطة الفلسطينية، وتحديداً بعد الزيارة المفاجئة لرئيس جهاز المخابرات ماجد فرج.

وبين أن الموقف من الرجوب، "تأكد مع تجديد المركزية لعزام الأحمد الثقة بعضويته في اللجنة التنفيذية للمنظمة، إذ كان يمني الرجوب نفسه أن يطرح كبديل للأحمد، وأن الضربة القاضية كانت باقتراح قدمه الرئيس عباس شخصيا بترشيح حسين الشيخ لعضوية اللجنة التنفيذية".

لصحيفة التي ربطت الزيارة المفاجئة بترتيبات صلح بين السلطة والإمارات، وتحديداً بعد القطيعة بعد احتضان الأخيرة للقيادي المفصول محمد دحلان وكذلك اتفاقية التطبيع مع الاحتلال، تتوقع أن يكون لصراع الخلافة على رئاسة السلطة دور في تلك الزيارة.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني، إن "زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية ماجد فرج، المفاجئة إلى دبي الأسبوع الماضي، أثارت تكهنات بأن الجانبين يقتربان من إصلاح علاقاتهما".

وأكدت، أن ماجد فرج هو أول مسؤول رفيع في السلطة الفلسطينية يزور الدولة الخليجية منذ توقيع اتفاقية التطبيع بين "إسرائيل" والإمارات العام الماضي.

اليوم التالي لعباس

وقدمت القناة السابعة العبرية العديد من السناريوهات لليوم الذي يلي مغادرة رئيس السلطة وزعيم حركة فتح للسلطة، وهو اليوم الذي يستعد فيه الاحتلال منذ فترة لا سيما في ظل الوضع الصحي لعباس، بالإضافة إلى انتهاء دوره كسياسي في الساحة الفلسطينية.

القناة التي أجرت لقاءات مع خبراء كبار في الجامعات ومراكز الدراسات والتي أجمعت أن عباس لن يترك منصب الرئاسة طواعية ولن يعين خليفة له، وهو الأمر الذي يزيد من حالة الصراع الداخلي في فتح.

إلا أن الخشية الأكبر لدى الاحتلال هو استغلال حركة حماس للصراع الدائر على منصب الرئاسة وتمكنها من السيطرة على السلطة في الضفة، في ظل حالة الفوضى المتوقعة بعد الصراعات الداخلية في حركة فتح.

ويقول غادي هيتمان الخبير في الساحة الفلسطينية في جامعة أريئيل، إن عباس يترك بنية سياسية متزعزعة للغاية وتنظيم فتح ضعيف للغاية، والفشل الذريع لأبو مازن هو أنه بعد وفاة عرفات فشل في إصلاح التنظيم وتكوين كادر من القادة المبدعين الذين يفكرون خارج الصندوق وينتجون قوة حقيقية لخلق بديل حقيقي أمام حماس.

توقعات الخبراء الإسرائيليين تشير إلى أن محمد دحلان القيادي المفصول والذي يقيم في دبي من الشخصيات غير المستبعدة في ترأس السلطة، ناهيك عن أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، والذي هو على خلاف كبير مع ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات والطامع أيضاً في منصب رئاسة السلطة.

وأعرب مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية في رام الله، عن أمله في أن تكون الزيارة بمثابة "بداية حقبة جديدة في العلاقات بين الفلسطينيين والإمارات العربية المتحدة".

إغلاق