معركة خلافة عباس.. هل تنتهي أم تكون شرارة لتمرد واسع داخل الحركة

معركة خلافة عباس.. هل تنتهي أم تكون شرارة لتمرد واسع داخل الحركة

رام الله – الشاهد| رغم الإخراج الإعلامي الجيد لقرار رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس بترشيح أسماء مقربة منه لشغل مناصب في منظمة التحرير، عبر التأكيد على أنه جرى من خلال التشاور والإجماع داخل اللجنة المركزية للحركة، إلا ان هذا الإخراج لا يخفي حقيقة ان عباس فرض تلك الاسماء قسرا على اللجنة.

 

ها الفرض قد يفتح الباب واسعا أمام تعميق الخلافات الداخلية، والتي لا تحتاج الحركة الى المزيد منها في ظل انقساماتها المعلنة وغير المعلنة، لكن الجديد هذ المرة أن المعركة ستكون على أرفع منصب فيها وهو رئاسة السلطة والحركة، فهل سيكون هذا الأمر بداية تمرد في وجه عباس، أم أنه وثق قوته لقمع أي معارضة ضده.

 

كشفت مصادر مطلعة داخل حركة فتح عن أن الحركة لم تحسم رأيها حتى اللحظة، بشأن خليفة رئيس السلطة محمود عباس، بسبب وجود حالة من عدم الرضا التام داخل الحركة على الأسماء التي يتم ذكرها عبر وسائل الإعلام مثل عضو مركزية فتح حسين الشيخ.

 

ونقلت صحيفة رأي اليوم عن تل المصادر قولها إن تعيين عباس للشيخ لشغل منصب أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلفًا لصائب عريقات خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الأخير، لا يعني بالمطلق أنه الخليفة المرتقب، وقد تحدث في الأيام المقبلة ما يبعثر كل الأوراق السياسية لحركة فتح والسلطة بأكملها وتجعل من الشيخ المرشح الأقل حظًا.

 

أما الكاتبة الإسرائيلية دانا شمعون، فرأت أن أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بمثابة "ختم مطاطي" يبصمون على رغبات عباس الذي يريد أن ينقل للعالم الخارجي أن كل شيء يتم في عملية حرة وديمقراطية.

 

وأشارت في مقال لها في موقع "زمان يسرائيل" الى أن أعضاء اللجنة من جانبهم يريدون الاحتفاظ بكراسيهم، ويمكن الافتراض أن القرارات اتخذت حتى قبل انعقاد اللجنة، وهم يدركون جيداً أن التعبير عن معارضة قرارات الرئيس قد يكون له ثمن سياسي، وقد يجدون أنفسهم في الخارج.

 

وذكرت أنه حتى لو لم يعلن ذلك علنًا، فإن تصرفات عباس تُظهر أنه قد وضع بالفعل شخصيتين خلفيتين محتملتين له، وهما حسين الشيخ وماجد فرج رئيس المخابرات العامة الفلسطينية.

 

لكنها اعتبرت أن هذه التعيينات تثير الغضب بين كبار قادة فتح، رغم أنهم في هذه المرحلة يتجنبون المواجهة العلنية مع عباس، ومنهم محمود العالول، وجبريل الرجوب، ومروان البرغوثي، وتوفيق الطيراوي، الذين يرون عباس يسرق منهم أمجادهم، ويدفعهم إلى الهامش، ويحولهم إلى لاعبين غير ذي صلة.

 

وأكدت ان عباس قوي موقعه من ناحية، ولكنه من ناحية أخرى خلق لنفسه أيضًا أعداء جددًا من قيادة فتح، هؤلاء هم القادة الذين يضعون أعينهم على القيادة، ويفهمون أنه طالما أن عباس في السلطة فإنهم حقا ليس لديهم فرصة.

 

واعترت أنه من المؤكد أن الاستياء المتنامي بين شخصيات في فتح ليس جيدا لعباس؛ فقد يثير ذلك استفزاز مؤيديهم على الأرض ضد السلطة الفلسطينية.

 

فساد الشيخ

وكان الصحفي المختص بالشأن العربي جاكي خوجي، قال إن سلطات الاحتلال تحب أن ترى حسين الشيخ في منصب الرئاسة خلفا لعباس، لكنها تخشى من صعوبة حدوث ذلك بسبب رفض الشارع الفلسطيني له بسبب فساده السياسي والمالي.

 

وأشار الكاتب في موقع صحيفة معاريف، الى أن "إسرائيل" تحب عقد صفقات مع الشيخ، بل إن هناك من أحب فكرة توليه رئاسة السلطة بعد رحيل محمود عباس، وذلك بناء على علاقاته الوطيدة مع المسؤولين الإسرائيليين وعدد من الضباط الكبار في الجيش.

 

وذكر أن عباس سعى إلى ترقية حسين الشيخ ومنحه صلاحيات للتفاوض مع "إسرائيل"، باعتباره "شخصية معتدلة تؤمن بإمكانية تحقيق نتائج بالطرق السياسية أفضل مما يمكن تحقيقه بالعنف، وهي الشخصية المناسبة التي تحتاجها السلطة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها.

 

وأضاف أن "إسرائيل" لا تضبط نفسها وترى بأن هناك إمكانية لتوليه رئاسة السلطة باعتباره العنوان الرئيس بالنسبة لها أكثر من ماجد فرج.

 

ولكنه رأى أن هذه الخطوة تمثل مغامرة وخطأ كبير لأن الشارع الفلسطيني لن يقبل فكرة تعيينه رئيسا للسلطة بسبب تراكم قضايا الفساد بدءا من إلغاء الانتخابات ومرورا بفرض العقوبات على غزة والتي كان حسين الشيخ ضمن متخذي هذا القرار.

 

وقال إنه عدا عن ذلك فإن فكرة تعيين رئيس لشعب آخر لم تنجح لا في العراق ولا أفغانستان ولا في لبنان، فقد فشلت الإدارة الأمريكية في تنصيب أحمد شلبي بعد انتهاء مرحلة صدام حسين، بالإضافة إلى أن هناك عدد من القضايا الفساد التي تتعلق بنزاهة حسين الشيخ وهو ما يصعب إمكانية قبوله لدى الشارع الفلسطيني.

 

تعزيز لتيار التنسيق الامني

وكان اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح والذي عقد بمقر المقاطعة قبل أيام، برئاسة محمود عباس زعيم الحركة، أفر عن تعزيز لتيار ماجد فرج – حسين الشيخ لسيطرته على المزيد من مراكز القوى.

 

وفي مقابل ذلك التعزيز، شهدت تيارات جبريل الرجوب – محمود العالول – توفيق الطيراوي، تراجعاً وخسارة كبيرة، لا سيما في ظل اختيار اللجنة لعزام الأحمد ليمثل أمانة السر في منظمة التحرير، خلفاً لصائب عريقات، فيما يتولى حسين الشيخ دائرة المفاوضات في المنظمة أيضاً خلفاً لعريقات.

 

مصادر في مقر المقاطعة رجحت، أن الاجتماع الذي حضره زعيم فتح محمود عباس، وكامل أعضاء اللجنة المركزية، وقيادات أمنية، من بينها رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج شهد نقاشاً ساخناً.

 

وحاز نقاش المهمة الفاشلة للوفد الفتحاوي الذي زار سوريا بقيادة جبريل الرجوب في إقناع الجبهة الشعبية، وتحديداً في تغيير موقفها من مقاطعة اجتماع المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير، مساحة واسعة، وسط تلميحات داخل الاجتماع بأن الرجوب لم يكن على قدر المسؤولية.

 

واعتبرت التيارات المنافسة لتيار الرجوب، أن مهمة الأخير الفاشلة تندرج في طار فشله بالعديد من المهام التي كلف بها من قبل مركزية فتح ومحمود عباس، وهو ما يعني خسارته نقاط لتعزيز موقفه للدخول لمنظمة التحرير.

 

المصادر أكدت أن عباس قدم اقتراحاً خلال الاجتماع بتعيين حسين الشيخ لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وبالتالي تولي ملف دائرة المفاوضات في المنظمة، وهو ما وصف بالضربة القاضية للرجوب بعد تأكيد مركزية فتح على ثقتها بعضوية عزام الأحمد في اللجنة التنفيذية للمنظمة.

إغلاق