خبيرة: عباس عزز سيطرة السلطة على السياسة والمجتمع بأساليب قمعية متزايدة

رام الله – الشاهد| قالت أستاذة السياسة المقارنة والعلاقات الدولية دانا الكرد إن السلطة الفلسطينية عززت في عهد محمود عباس سيطرتها على السياسة والمجتمع الفلسطيني بأساليب قمعية متزايدة.
وأوضحت الكرد في كتاب يناقش تأثير القمع والاستبداد على إبطال عمليات التحشيد بمجتمعات تخضع لتدخل دولي أن الفلسطينيون أكثر اعتمادًا على رواتب وخدمات السلطة.
وأشارت إلى أنه حتى تلك القطاعات التي كانت تعارض مشروع بناء الدولة بإطار أوسلو تم إسكاتها إما بضمها إلى شبكات المحسوبية التابعة للسلطة، أو بالقمع المباشر مع سيطرة مركزية على الأجهزة الأمنية ودرجة عالية من التنسيق مع الحكومة الإسرائيلية.
ولفتت الكرد الانتباه إلى أن الضغوط المحلية والدولية، في السنوات الأخيرة، على السلطة غير مسبوقة، إلى الحد الذي يجعل توقع انهيارها أو نهايتها ممكنا.
وبينت أنها ضغوط تشمل إجراءات قمعية وتعسفية متزايدة من الحكومات اليمينية بإسرائيل ضد الفلسطينيين، والسلطة نفسها إذ يتكرر منع ‘إسرائيل” لتحويل إيرادات الضرائب الفلسطينية ما قد يتسبب بانهيارها ماليا، عدا عن حديث السياسيين الإسرائيليين علانية عن ضم الضفة الغربية، ومواقف وقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في فترة ولايته الأولى.
وتشير إلى أن سياسة ترمب شجعت أنظمة عربية على تجريب التطبيع مع “إسرائيل”، والتحول تدريجيا نحو مزيد من الانفتاح على التنسيق مع الحكومة الإسرائيلية بشأن ما يعدونه مصالح مشتركة.
وذكرت الكرد أن هذا طاء على حساب القضية الفلسطينية، إذ اعتبرت هذه الأنظمة أن التهديد الأكبر لها ليس “إسرائيل” إنما المعارضة المحلية، وإيران إقليميا.
وقالت الكرد إن الفلسطينيين باتوا على نحو متزايد وحدهم في مواجهة كل هذه الضغوط، والسلطة الفلسطينية بدون الدعم التقليدي من الحلفاء العرب أصبحت أكثر ضعفا، لكن ربما لن يكون من السهل على الفلسطينيين إيجاد بديل لها.
وأكدت أن التدخل الدولي والقمع خلق ظروفا صعبة من الاستقطاب، إلى التحشيد المنزوع الفاعلية، إلى الافتقار للتماسك الاجتماعي، ما يجعل الفلسطينيين أمام خيارين فقط إما الاحتفاظ بالسلطة أو الدخول في فراغ سياسي نتائجه قد تكون عنيفة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=79031
 
        



