شهادات مروعة من مخيم جنين.. جرائم السلطة فاقت الاحتلال

جنين – الشاهد| لا يرى أهالي مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة فرقًا بين هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية عليهم، فهما وإن اختلفت الأسماء إلا أن الهدف هو رأس المقاومة والتنكيل بحاضنتها الشعبية.
ويتهم مواطنون أجهزة أمن السلطة بارتكاب جرائم مروعة بحقهم كان آخرها قتل المواطنة شادية أبو بكر ليرفع عدد ضحاياها منذ بدء حملتها ضد مخيم جنين مطلع ديسمبر المنصرم إلى 19.
أحد ضحايا جرائم السلطة الفلسطينية المستمرة هو الأسير المحرر عزمي حسينية التي هاجم عناصرها منزله وأحدثوا خرابًا كبيرًا به في محيط مخيم جنين أثناء وجوده في الخارج.
ويقول حسينية إن قوات أمن السلطة الفلسطينية هاجمت منزله يوم 28 ديسمبر الماضي، حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرًا، لنحو نصف ساعة وسط إطلاق نار كثيف.
ويضيف: “تعودنا على الهجمات دائمًا من الاحتلال، لكن هذه المرة هوجمنا من أفراد السلطة الفلسطينية الذين يُعتبرون أبناء جلدتنا”.
ويوضح الأسير المحرر أن جيرانه اتصلوا به ظنًّا منهم أن اشتباكًا مسلحًا يدور في بيته، مؤكدًا أنه لم يكن في المنزل وقت الهجوم.
ويشير إلى أنه طلب من الجيران تفقُّد المنزل، فوجدوا الوضع يُرثى له. سكبوا (أفراد أمن السلطة) زيتًا محروقًا على الجدران الخارجية، وكسروا النوافذ والأبواب، وعبثوا بمحتويات المنزل”.
ويبين أن المهاجمين داسوا على صور شقيقه الشهيد، واصفًا ما حدث بأنه “عقاب جماعي”، مؤكدًا أن “الضربة لن تميتنا بل ستزيدنا قوة”.
فاقت جرائم الاحتلال
المواطن خالد .ع يقول إن السلطة الفلسطينية أحرقت منزله بالكامل في جنين، مؤكدًا أن ما يحدث عملية ممنهجة لتدمير المخيم على غرار ما فعلته الجرافات الإسرائيلية مؤخرا.
ويذكر الشاب الذي رفض الكشف عن هويته خشية ملاحقته أن أجهزة أمن السلطة منعت طواقم الدفاع المدني من إطفاء المنزل وترك يحترق أمام عيوننا دون أن نستطيع أن نحرك ساكنا.
ويؤكد أن عمليات قتل لمواطنين أبرياء وحرق منازل تتم يوميًا بدوافع الانتقام من المقاومين وعوائلهم والعوائل التي تحتضنهم.
ويشير الشاب إلى أن أجهزة السلطة فاقت بجرائمها ما يفعله الاحتلال، مضيفًا: “النا 40 يوم محاصرين في المخيم بدون أكل وشرب وقطعوا عنا الكهرباء ورغم هيك احنا مع المقاومة وضد السلطة الخائنة”.
شهادات مروعة
مدير مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان أنور الغربي يكشف عن شهادات وتقارير مروعة حول الحملة ضد مخيم جنين، والتي ما زالت متواصلة منذ 40 يوما.
ويقول الغربي في تصريح إن شهادات وتقارير مروعة وصلت عن ممارسات أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في جنين، ما يعرض مرتكبيها لخطر الملاحقة من أسر وعائلات الضحايا في الخارج”.
ويبين أن التقارير تشير لأن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تُطلع الأمريكيين والإسرائيليين مسبقًا على عملياتها جنين بهدف “تصفية رجال المقاومة” وبسط السيطرة على المخيم.
إلا أن ما يحدث على أرض الواقع والحديث للغربي لا يمت بصلة لبسط السيطرة، وإنما يتعلق بعمليات خاطفة تهدف للقتل والتصفية الميدانية، تمامًا كما تفعل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ويشير إلى أن بحوزته تقارير موثقة تفيد بتعرض المختطفين للتعذيب والإهانة وسوء المعاملة، وهي جميعها جرائم تستوجب المساءلة والملاحقة القانونية.
ويحذر الغربي عناصر أمن السلطة الفلسطينية “من أن يتحول دوركم إلى أداة قمع وقتل وترويع للناس، أو تنفذوا أدورا باتت قوات الاحتلال تتجنبها، خاصة بعد إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق نتنياهو وغالانت، وامتناع مسؤولين إسرائيليين عن السفر لدول تُطبق الولاية القضائية على جرائم الحرب.”
ويختم: “في حال استمرارها، فأنا واثق من أن تحركات قادة وعناصر أمن السلطة للخارج قد تصبح محل ملاحقة من الفلسطينيين أنفسهم”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=81737
 
        




