الإفطارات التطبيعية.. وجه آخر لخيانة السلطة الفلسطينية

الإفطارات التطبيعية.. وجه آخر لخيانة السلطة الفلسطينية

رام الله – الشاهد| إفطار جماعي في شهر رمضان المبارك تقيمه السلطة الفلسطينية، ليس لأيتام أو أسر فقيرة في الضفة الغربية المحتلة، بل لقيادات من حركة فتح وشخصيات يقال عنهم زورًا أنها “مجتمعية” مع ضباط إسرائيليين.

هذه الإفطارات التي تقام في كل عام تثير كثيرًا من الجدل وردود الأفعال الرافضة والمخوّنة في أحيان كثيرة وتكشف عن الدور الحقيقي للسلطة في خدمة الاحتلال وأمنه.

ورغم سيل الانتقادات والاتهامات للمشاركين وخاصة على شبكات التواصل، إلا أن جهات في السلطة تتعهد بتنفيذها.

اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة “إسرائيل” (BDS) ترى في هذه الإفطارات بأنها “خيانية” وتطالب بـ”عزل رموز الخيانة ومقاطعتهم شعبيًا”.

وتؤكد اللجنة أن مثل هذه الإفطارات “الوقحة” مع “ممثلي الاحتلال” لا تجري في الفراغ، بل في سياق “تفاقم التطبيع الرسمي” والمتمثل بالاستمرار في التنسيق الأمني.

وكلاء لإسرائيل

الناشط السياسي ماهر الأخرس يقول إن السلطة تلاحق المقاومين للاحتلال وتعتقلهم وتعتقل كل من يحاول مساعدتهم فيما تسمح بإقامة إفطارات تطبيعية مع الاحتلال

ويصف الأخرس إقامة السلطة لإفطارات تطبيعية بأنه “عبث لا يصح ولا يجوز”.

الكاتب مجدي صوالحة يرى أن الهدف من هذه الإفطارات تجميل الاحتلال واختراق النسيج الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني وتحويل القضية إلى تعايش ومطالب حياتية اقتصادية بلا حقوق سياسية وتحرير وإقامة دولة فلسطينية.

ويصف صوالحة الشخصيات المشاركة في هذه الإفطارات الجماعية التطبيعية بأنها “وكلاء الاحتلال”.

لقاءات متكررة

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوكي يقول إن اللقاءات بين رجال أعمال فلسطينيين وعناصر أمن إسرائيليين متكررة وليست جديدة.

ويرى الشوبكي في تصريح أن “التطبيع بين أطراف فلسطينية والاحتلال غير مرتبط برجال الأعمال فقط، بل في سياق عام تنفذه جهات في السلطة دون أن يلقى أي نوع من أنواع اللوم”.

ويتساءل عن المساحة التي يتحرك فيها الرأي العام الفلسطيني ليعبر عن رفضه لمثل هذه الخطوات، ويجيب: تبدو المساحة ضيقة جدا.

ويوضح أن جهات كثيرة، وأبرزها الاحتلال، استطاعت “كسر الحاجز النفسي بالتواصل بين الفلسطيني والإسرائيلي” بفعل هذه اللقاءات.

ويبين المحلل أن الفلسطينيين أمام “ثقافة سياسية جديدة تُشرّع التواصل، مع الاحتلال، وهذا المبرر ذاته تسوقه أطر السلطة الرسمية”.

إغلاق