فصائل في المنظمة تنتقد خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة

فصائل في المنظمة تنتقد خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة

رام الله – الشاهد| وجهت ثلاث فصائل فلسطينية منضوية في إطار منظمة التحرير، انتقادات لاذعة على لسان مسؤولين فيها، بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، والتي أعلن عنها مساء أمس في مؤتمر صحفي جمعه برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر الخطة إنجازًا تاريخيًا ينسجم مع الشروط الإسرائيلية وبالتنسيق الكامل مع واشنطن.

وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي حسن “إن الخطة لا تحمل أي ملامح لإنهاء الحرب، بل تشكل وصفة لإدارتها وإطالة أمدها.

وأوضح أن جوهرها يقوم على تقويض الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وفصل غزة عن الكيانية السياسية والجغرافية للشعب الفلسطيني”.

وأضاف: أن ما تطرحه المبادرة يمثل انقلابًا على الموقف الدولي السابق، ويكشف أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية كان مجرد كلام بلا مضمون.

واعتبر حسن أن ما يجري هو تكريس لوصاية دولية تعيد إنتاج الاستعمار بأدوات جديدة، مؤكداً أن الخطة جاءت لإنقاذ الاحتلال من مأزقه بعد فشله في تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية على مدى عامين من العدوان.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني سيواصل تمسكه بحقه في تقرير المصير وقراره الوطني المستقل، واصفًا بنود الخطة الـ21 بأنها “ألغام” قابلة للانفجار عند محاولة تطبيقها على الأرض.

من جهته، رأى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أركان بدر أن خطة ترامب تمثل استهدافًا شاملًا للكيانية الفلسطينية، بما فيها منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والقرار الوطني المستقل، بذريعة ما يسمى “الإصلاحات”.

وأكد أن الخطة الأمريكية تسعى لاجتثاث كل المكونات الفلسطينية، من فتح وحماس والجهاد الإسلامي وسائر الفصائل، وإنكار الوجود الوطني برمته.

واعتبر بدر الخطة مشروعًا أمريكيًا إسرائيليًا يهدف لتحقيق ما عجز الاحتلال عن فرضه عبر القوة العسكرية وحرب الإبادة، في ظل أزمته الداخلية وعزلته الدولية.

ودعا إلى عقد اجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، يضم الأمناء العامين للفصائل، من أجل الاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة ما وصفه بالخطر الوجودي الذي يهدد الشعب الفلسطيني.

أما القيادي في حزب الشعب الفلسطيني وعضو مكتبه السياسي خالد منصور، فشبّه خطة ترامب بإعادة فرض “انتداب ووصاية” على الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنها تذكّر بالانتداب البريطاني الذي مهد الطريق لإقامة دولة الاحتلال عام 1948.

ووصف الخطة بالخطيرة جدًا، معربًا عن أسفه لمواقف بعض القادة العرب الذين قبلوا بها دون اعتراض.

وانتقد منصور استبعاد الجانب الفلسطيني كليًا من صياغة الخطة، سواء منظمة التحرير أو حركة حماس، وغياب أي ضمانات لتنفيذها، معتبرًا ذلك انقلابًا على الشرعية الفلسطينية.

وأكد أن مصير الشعب الفلسطيني كله على المحك، سلطةً ومعارضة، محذرًا من أن استمرار الانقسام الداخلي سيسهل تمرير هذه الوصاية الجديدة. ودعا إلى وحدة الصف الوطني عبر حوار شامل يفضي إلى تشكيل حكومة توافق وطني، قادرة على مواجهة ما وصفه بمخطط “الشرذمة” الذي تسعى الخطة لتكريسه.

إغلاق