مجلة أمريكية: عباس لا يستطيع وقف التنسيق الأمني لأنه سينتهي حينها

مجلة أمريكية: عباس لا يستطيع وقف التنسيق الأمني لأنه سينتهي حينها

رام الله – الشاهد| أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن الضعف المزمن للسلطة الفلسطينية واعتمادها على كل من أميركا و"إسرائيل" يجعل من المستحيل تقريبا على رئيسها محمود عباس أو خلفه المستقبلي إنهاء التنسيق بشكل دائم.

 

وقالت الباحث السياسي الأول في معهد الشرق الأوسط بواشنطن خالد الجندي في مقاله المنشور على المجلة، إن التنسيق الأمني لن يتعرض لتهديد حقيقي إلا من انهيار السلطة الفلسطينية، وقد لا يكون ذلك اليوم بعيد المنال.

 

وأشار الى أن التنسيق الأمني يمثل خسارة كاملة لعباس، ومع ذلك لن يتوقف إلا بانهيار هذه السلطة، لافتا الى هذا التنسيق الأمني الذي وصفه عباس من قبل بالمسؤولية "المقدسة" يُعدّ ركيزة أساسية لعملية أوسلو كما أنه أمر حيوي لوجود السلطة وبقائها.

 

وذكر أن هذا التنسيق غير مرحب به من الفلسطينيين العاديين من جميع الأطياف السياسية، الذين يرون أنه شكل من أشكال التعاون مع الاحتلال، ويراه آخرون "خيانة" صريحة، وقد كان نقطة شائكة ومستمرة في عمليات المصالحة الداخلية، إضافة إلى أن الحفاظ عليه في الوقت الذي يُقتل فيه الفلسطينيون بأعداد كبيرة سيكون انتحارا سياسيا، كما أن إنهاءه يعني نهاية السلطة الفلسطينية.

 

ونوه إلى أن الورطة التي يعيشها عباس والسلطة الفلسطينية تتمثل في أن قطع العلاقات الأمنية مع "إسرائيل" بشكل دائم قد يؤدي إلى فرض عقوبات وتدابير عقابية أخرى من قبل "إسرائيل"، وعلى الأرجح من الولايات المتحدة أيضا، وذلك يعرّض وجود السلطة للخطر.

 

لكنه أشار الى أنه من ناحية أخرى، فإن الاستمرار في التنسيق مع جيش الاحتلال، بينما يزداد الاحتلال قمعا وعنفا يقوّض ما تبقى من شرعية داخلية ضئيلة لعباس.

 

واعتبر أنه في حين أن الدور الأساسي للتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" هو منع الهجمات على الإسرائيليين، سواء كانوا جنودا أو مدنيين، فلا توجد أحكام أو آليات لحماية أرواح الفلسطينيين وممتلكاتهم، بوصفهم سكانا يعيشون تحت الاحتلال منذ يونيو 1967.

 

 وللتدليل على الورطة العميقة لعباس وسلطته مع التنسيق الأمني، أشار الجندي إلى إعلان عباس الأخير تعليق هذا التنسيق والتراجع عنه في الوقت نفسه.

 

ولفت الى أن عباس أكد للمسؤولين الأميركيين بشكل خاص، بعد الإعلان، أن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع "إسرائيل" جنبا إلى جنب مع جهود السلطة لإحباط الهجمات على الإسرائيليين سيستمر، حتى مع التعليق، كما كان من قبل، وأن التنسيق الكامل سيُستأنف بمجرد استعادة الهدوء.

 

منع تصاعد المقاومة

وكان وليام بيرنز رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أكد أن جزء من مهام وكالته العمل بشكل وثيقٍ مع أجهزة السلطة والاحتلال لمنع تصاعد المقاومة في الضفة.

وتابع " سيكون هذا تحديا كبيرا، وأنا قلق بشأن هذا البعد من المشهد في الشرق الأوسط أيضا"

 

ووصف التوترات الإسرائيلية الفلسطينية الحالية بأنها تشبه الانتفاضة الثانية.

 

وتابع "كنت دبلوماسيا أمريكيا كبيرا قبل 20 عامًا أثناء الانتفاضة الثانية، وأشعر بالقلق – مثل زملائي في قطاع الاستخبارات – من أن الكثير مما نراه اليوم يتشابه للغاية مع بعض هذه الوقائع التي رأيناها في ذلك الوقت أيضًا".

 

وجاءت أقول "بيرنز" (خلال مقابلة مباشرة في جامعة جورج تاون في واشنطن) في اعقاب زيارته المنطقة ولقائه مسؤولين من السلطة والاحتلال.

 

إغلاق