بعد كتابتها منشور.. ضابط في أجهزة السلطة يتهم زوجة معتقل سياسي بالخيانة

بعد كتابتها منشور.. ضابط في أجهزة السلطة يتهم زوجة معتقل سياسي بالخيانة

الضفة الغربية – الشاهد| كشفت ابتهال عرابي زوجة المعتقل السياسي في سجون السلطة محمد دلايشة أن ضابطاً في أجهزة السلطة اتهمها بالخيانة وتلقي أموالاً مقابل كتابتها لأحد المنشورات على الفيسبوك والذي فضحت فيه أجهزة السلطة التي اعتقلت زوجها بسبب عدم حضوره جلسة محاكمة بسبب اعتقاله في ذات الوقت لدى الاحتلال الإسرائيلي وهو ما أثبتته الزوجة بورقة مصدقة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقالت ابتهال في منشور لها على فيسبوك مساء اليوم الثلاثاء، "يعني مش عارف كيف بدي أكافئكم.. بس بكفيكم هيك منشور خاص لمناديب السلطة لا بارك الله فيكم ولا في أموالكم ولا أراكم راحة ولا هدوء ولا سكينة في حياتكم".

وأضافت: "أنا لما أنزل منشور ضد الظلم أكيد مش خايفه منكم ولا شايفتكم أصلاً.. يا ريت إذا أنتم قد حالكم يا مناديب إذا كنتوا ع صفحتي أو صفحة زوجي أصدقاء اعملولنا بلوك يا عمي وارتاحوا".

وتابعت: "تخيلوا يا جماعة الخير أن أسئل من أحد ضباط الشرطة انتي زوجة محمد دلايشة؟، انتي اللي نزلتي المنشور؟ طبعا كانت اجابتي نعم أنا. كم قبضت مقابل نقل هالمنشور لو رنيتلي كان ريحتك وضفتهم أصدقاء عندي عشان يشوفوا بدل ما تقبض مصاري حرام يا خاين الوطن".

ملاحقة سياسية

هذا وحذر مركز "صدى سوشال" المختص بالإعلام الرقمي، من بعض خصائص "الفيسبوك" يتم تجنيدها لأهداف "المناكفات السياسية"، الأمر الذي يهدد مساحة الرواية الرقمية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح المركز، في بيان صحفي، أنه رصد خلال الفترة الماضية عدة حالات إغلاق وتقييد صفحات إعلامية وصفحات لصحفيين وناشطين حقوقيين، نتيجة لعمليات بلاغات ممنهجة تندرج تحت إطار المناكفات السياسية.

وأكد أن مثل هذه العمليات من شأنها تعريض المحتوى الرقمي الفلسطيني "لخطر شديد" تحديدًا أمام إدارات منصات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يبذل فيه المركز وشركاؤه من مؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات حقوقية الجهد الكبير للحفاظ على مساحة رقمية حرة أمام المستخدمين الفلسطينيين وداعمي القضية الفلسطينية من مختلف التوجهات.

ووجه المركز دعوة عاجلة لجميع الأطراف في الساحة الفلسطينية "لاحترام وجهات النظر المختلفة من مجمل القضايا العامة، وعدم استخدام ذات الأساليب التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي من خلالها ضرب النشاط الرقمي الفلسطيني".

وأشار إلى أنه من واجب إدارة فيسبوك وباقي منصات التواصل الاجتماعي "وضع سياسات وأنظمة واضحة للتعامل مع البلاغات وفق سياقاتها السياسية والاجتماعية".

اختراق الهواتف والحسابات

وأفادت شهادات نشطاء وحراكيين في الضفة بقيام أجهزة السلطة باختراق هواتفهم وحساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً أولئك الذين تم اعتقالهم سياسياً لدى تلك الأجهزة ومصادرة هواتفهم والعبث بمحتوياتها.

وأكد الأسير المحرر سفيان جمجوم من مدينة الخليل، أنه لم يتمكن خلال الأيام الماضية من الدخول إلى صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وأوضح جمجوم في تصريحات صحفية أن الجهة التي نفذت الاختراق قامت بتغيير الرقم السري، وهو الأمر الذي تكرر معه أكثر من مرة وأثر على عمله وحياته الشخصية.

وقال جمجوم: أشعر أحيانا أننا محاصرون من كل الجهات، حتى مصدر رزقي الوحيد الذي لجأت إليه بعد قطع راتبي يتم التخريب علي فيه من خلال هذه الاختراقات.

من جانبها قالت الناشطة الحراكية الناشطة الحراكية إسلام الفايز من مدينة رام الله أن مجهولين قاموا بإنشاء حساب على تطبيق تلغرام برقم هاتفها الشخصي، وهو ما دفعها للنشر عبر صفحتها على موقع الفيسبوك أن جهة مجهولة استخدمت رقم هاتفها الشخصي في إنشاء حساب على أنه يتبع لها، ولا تدري حتى اللحظة ما هي مهمته وما المراسلات التي تجري من خلاله.

ابتزاز وسرقة بيانات

أجهزة السلطة والتي تبدو نشطة في ممارسة الانشطة التجسسية على المواطنين، قامت مؤخراً بالتنصت وسرقة البيانات والابتزاز والتشهير.

ومن أجل هذا الغرض، تنشط وحدات تعمل بوتير عالية داخل جهازي الامن الوقائي والمخابرات العامة، برعاية واحتضان من قادة تلك الاجهزة ومن خلفهم كل المنظومة الأمنية، بل إن سباقا خفيا يدور بينهما حول من لديه القدر الأكبر على جمع المعلومات عن المواطنين وابتزازاهم.

آخر ضحايا هذا الابتزاز المواطنة لينا غنيمات، وهي ناشطة فلسطينية على موقع فيسبوك، وتقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وحينما قررت ان تزور اهلها في ام الله قبل سنوات، استقبلها جهازي المخابرات الوقائي، وصادروا منها هاتفها الجوال وأخضعوها للتحقيق مكثف.

لكن المفاجئة نزلت كالصاعقة على المواطنة غنيمات وهي ترى بياناتها وصورها الشخصية جدا التي كانت على هاتفها المحمول، واذا بتلك البيانات والصور أصبحت أداة ابتزاز لها من اجل العمل كمندوبة لتلك الاجهزة، وان تتوقف عن انتقاد السلطة على منصات التواصل.

فيسبوك تحذر

وسبق أن كشف موقع فيسبوك عن قيام مجموعات تابعة لجهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية بعمليات قرصنة واختراق استهدفت شخصيات معارضة للسلطة الفلسطينية في الضفة، وكذلك شخصيات في العديد من الدول وتحديداً في سوريا وتركيا ولبنان.

وقال فيسبوك في تقرير نشره، أن المجموعات المكتشفة تعمل من الضفة الغربية واستخدموا برمجيات خبيثة منخفضة التطور ومتخفية بشكل تطبيقات دردشة آمنة للتسلل إلى أجهزة أندرويد وجمع المعلومات منها، بما بذلك سجلات المكالمات والموقع وجهات الاتصال والرسائل النصية.

وأوضح الموقع أن المخترقين استخدم روايات كاذبة تنتحل في المقام الأول شخصيات لفتيات من أنصار حماس وفتح ومختلف الفصائل والصحفيين والناشطين من أجل بناء الثقة مع الأشخاص الذين استهدفتهم وخداعهم لتثبيت برامج ضارة.

وأشار التقرير إلى ما أسماه عمليات التجسس السيبراني التي ترعاها السلطة التي يعتقد أن دوافعها سياسية من قبل ما يسمى مجموعة "Arid Viper".

من جانبه، قال مايك دفيليانسكي، رئيس إدارة تحقيقات التجسس الإلكتروني في فيسبوك، لوكالة رويترز قبل نشر التقرير إن أساليب الحملة كانت بسيطة، مضيفاً: جهاز الأمن الوقائي كثف أنشطته خلال الأشهر الستة الماضية ونشر حوالي 300 حساب مزيف أو مخترق لاستهداف ما يقرب من 800 شخص بشكل عام.

قالت فيسبوك إنها أصدرت تحذيرات فردية للمستخدمين المعنيين عبر منصتها وأزالت الحسابات المزيفة، فيما قامت بإرسال برمجيات لتدمير الروابط والبرامج الخبيثة التي روجتها المجموعات المرتبطة بجهاز الأمن الوقائي.

إغلاق