تعرف على دور السلطة التكاملي في حرب الاحتلال على الأسرى

تعرف على دور السلطة التكاملي في حرب الاحتلال على الأسرى

الضفة الغربية – الشاهد| أثارت تصاعد مشاهد قمع أجهزة السلطة لاحتفالات استقبال الأسرى المحررين من سجون الاحتلال، حالة من التساؤل عن أسباب وأهداف ما تقوم به تلك الأجهزة والذي لا ينسجم إلا مع ما تمارسه قوات الاحتلال ضد الأسرى.

الاعتداء على مواكب الأسرى وسرقة رايات الفصائل، رسخ القناعة لدى الشارع الفلسطيني حول دور تلك الأجهزة وتحديداً في جانب العمل المقاوم والتنسيق الأمني مع الاحتلال.

وقال الأسير المحرر والروائي عصمت منصور على صفحته عبر فيسبوك مساء اليوم الجمعة: "الهجمة التي تشنها اجهزة امن السلطة على الرايات وحفلات استقبال الاسرى، لا تستهدف الرايات (خضراء كانت ام حمراء) بل فكرة ديمومة واستمرارية دور الاسير بعد تحرره والفكرة التي تعبر عنها هذه الأجواء".

وأضاف: "الاحتفال بتحرير الاسير ليس ترفًا ولا يعد استعراض حزبي بقدر ما هو احتفاء بدوره الذي يجسده، والفكرة التي يمثلها من خلال تواجده داخل المعتقل، وهو تعبير عفوي وشعبي عن حجم التوقعات منه وطنيا واجتماعيا ما بعد تحرره.. انه نوع من الاحتضان والتبني له ولما يجسده والتفاف حول خياره".

وختم منصور قائلاً: "محاربة هذه الاحتفالات ( بوعي او بدون وعي) يعد محاربة للفكرة بحد ذاتها ولنهج ديمومة درب النضال، تحت شعار ازالة الرايات وذريعة الانقسام، وهو سلوك ينسجم ويتكامل مع الحرب على الاسرى داخل السجون وخارجها".

قمع استقبالات الأسرى

وصعدت أجهزة السلطة في الأسابيع الأخيرة من حملتها ضد احتفالات استقبال الأسرى المحررين، واعتدت على المشاركين فيها بالضرب وصادرت الرايات.

ووصل الأمر بتلك الأجهزة لقتل مواطن وإصابة آخرين خلال ملاحقتهم بسبب مشاركتهم في حفل استقبال الأسير المحرر شاكر عمارة من مدينة أريحا.

وأعلنت مصادر طبية، ليلة الأربعاء الماضي، عن استشهاد الشاب أمير عيسى اللداوي من مخيم عقبة جبر قضاء أريحا، متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء ملاحقته من قبل أفراد السلطة، بسبب رفعه لراية حماس خلال حفل استقبال لأسير محرر قبل أيام.

وأفادت مصادر محلية أن الشاب اللداوي توفي بعد مكوثه 9 أيام في العناية المكثفة في مشافي مدينة أريحا.

وإلى جانب الشهيد اللداوي، ما زال الشاب إسلام فخر راقداً على سرير المستشفى دون أي حراك، بعد إصابته بجراح خطرة في ذات الحادثة.

وقال المحرر عمارة، إن أجهزة السلطة لاحقت موكبا شعبيا خرج لاستقباله عقب تحرره من سجون الاحتلال، ما أدى إلى انقلاب سيارة نجم عنها إصابة شابين بحالة خطيرة وآخرين بحالة متوسطة.

تجاوز فاضح

وصفت حركة الجهاد الإسلامي تواصل اعتداءات أجهزة السلطة على مواكب استقبال الأسرى المحررين بأنه تعدٍّ صارخ وتجاوزٌ فاضح للأعراف الوطنية، معبرة عن استنكارها بأشد العبارات اعتداء أجهزة أمن السلطة على مسيرتي استقبال الأسيرين المحررين محمد العارف في طولكرم، وعبادة قنيص في بيت لحم الليلة الماضية.

وأكدت في بيان صحفي، إدانتها لتكرار الاعتداءات على مواكب استقبال المحررين من قبل أمن السلطة، مطالبةً بوقفة جادة ومسؤولة من القوى والفصائل والمؤسسات والشخصيات لحماية مبادئ وأعراف العمل الوطني.

وشددت على أن هذه الأعمال تتنافى مع مبادئ العمل الوطني المجمع عليها، وخذلان كبير لقضية الأسرى بما يمثل استجابة لمطالب الاحتلال التي تمس بالأسرى وحقوقهم والقواعد الوطنية المعمول بها لتكريم وتقدير الأسرى والمحررين.

ملاحقة الرايات

فيما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أن قرار السلطة منع رفع الرايات التابعة للفصائل الفلسطينية في الضفة جاء بعد حالة الغضب التي تعيشها بعد جنازة القيادي في حركة حماس وصفي قبها في جنين.

وأوضحت الصحيفة أن قرار السلطة منع رفع الرايات جاء على وجه الخصوص لحركتي حماس والجهاد والجبهة الشعبية، فيما نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في السلطة بأن الإجراءات الأمنية تهدف إلى "فرض القانون والنظام" و"منع وجود المجموعات المسلحة التي تقوض سيطرة السلطة الفلسطينية وتعكر صفو الهدوء والسلام".

وبينت الصحيفة أن قرار حظر هذا النوع من النشاطات في الضفة جاء بعد مشاركة مسلحين ملثمين من حماس والجهاد الإسلامي في جنازة القيادي قبها، وهو اعتبرته السلطة بمثابة إحراج كبير وتحدٍ مباشر.

وأوردت الصحيفة أن الرئيس عباس أصدر تعليمات صارمة للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بحظر جميع الفعاليات العامة التي تقيمها حماس والجهاد الإسلامي في الضفة.

إغلاق