محمد الدخيل.. آن للمقاتل أن يستريح من ملاحقة السلطة ومطاردة الاحتلال

محمد الدخيل.. آن للمقاتل أن يستريح من ملاحقة السلطة ومطاردة الاحتلال

رام الله – الشاهد| لم يكن الشهيد محمد رائد الدخيل من نابلس يظن أن حربه مع الاحتلال ستكون على أكثر من جبهة، فهو معتاد على تهديد الاحتلال له، لكنه كان مستهدفا أيضا لأجهزة أمن السلطة التي لطالما لاحقته.

 

الشهيد العشريني في عمره، اعتقل عدة مرات لدي الاحتلال والسلطة، وكانت أول مرات اعتقاله لدى السلطة بعد مقتل القيادي في حركة فتح احمد حلاوة أبو العز من مخيم بلاطة، حيث اتهمته أجهزة السلطة كذبا بالتسبب بمقتل اثنين من عناصرها خلال اشتباكات في المخيم.

 

وخلال اختطافه على إثر أحداث مخيم بلاطة لاتي استشهد فيها لاحقا أبو العز حلاوة، اعتدي عليه افراد أجهزة أمن السلطة بالضرب الشديد والتعذيب مما أدى الى اصابته بشكل بليغ، وأجريت له داخل السجن عملية جراحية تماثل للشفاء بعدها ثم تم إطلاق سراحه لاحقا.

 

وعاودت السلطة محاولات استهدافه وملاحقته قبل شهرين، وذلك بزعم أنه أطلق النار على أجهزة السلطة خلال اعتداءها على جنازة صديقه المقاوم جميل الكيال، الأمر الذي أدى لمطاردته بشكل حثيث من أجهزة السلطة، وربما يكون اغتياله تم بالتوافق مع الاحتلال تحت مظلة التنسيق الأمني.

 

وكانت قوة خاصة من جيش الاحتلال قد تسللت، ظهر الثلاثاء، إلى قلب مدينة نابلس ونفذت عملية اغتيال جبانة للشهيد الدخيل اضافة الى اثنين من اصدقائه وهما أدهم مبروكة، وأشرف المبسلط.

 

ولا يبعد مكان جريمة الاغتيال سوى أمتار قليلة عن مقر أمني كبير تابع للسلطة، فضلا عن قربه من سجن "جنيد" الذي تحول لمقر أمني تستخدمه السلطة للاعتقال السياسي وفيه يتم ملاحقة المقاومين والتحقيق معهم واعتقالهم كما حدث مع الشهيد الدخيل.

 

وبعد هروب أجهزة أمن السلطة، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة فلسطينيين بمنطقة "المخفية" في نابلس. 

 

وأعلنت وزارة الصحة رسميًا عن استشهاد المواطنين الثلاثة، في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية المشغولة بالاعتقال السياسي وتأجيج الفلتان الأمني في الضفة ولا سيما الخليل في عملية ممنهجة لإلهاء الناس عن مظاهر الغلاء والضرائب والفساد. 

 

وأعلنت قناة كان العبرية أن قوات الاحتلال اغتالتهم بعد تنفيذهم عدة عمليات إطلاق نار في الأسبوعين الأخيرين.

 

وتعيش السلطة رفقة الاحتلال أزهى عصور التنسيق الأمني المتبادل، يتضمن تقديم معلومات وافية وكافة عن المناضلين والأحرار والمشاركة في قمعهم واعتقالهم عبر "الباب الدوار". 

 

وجاءت عملية الاغتيال تتويجًا لتصريح رئيس السابق للشعبة السياسية والعسكرية في وزارة جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط، عاموس غلعاد الذي أشاد بالتعاون الأمني بين السلطة و"إسرائيل"، معتبرًا إياها كنزًا استراتيجيًا بالنسبة لـ "إسرائيل".

 

وشدد في تصريح لإذاعة جيش الاحتلال أنه في الوقت عينه على أنّه يجب المحافظة عليه.

إغلاق