كشفت سر اغتيال عرفات وتورط السلطة بقتل عمر النايف.. السلطة تنتقم من الجزيرة

كشفت سر اغتيال عرفات وتورط السلطة بقتل عمر النايف.. السلطة تنتقم من الجزيرة

رام الله – الشاهد| على الرغم من الأداء القوي لقناة الجزيرة في نقل تفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتفاصيل الاحتياجات المتكررة الضفة الغربية، إلا أن ذلك لم يمنع السلطة الفلسطينية من استهدافها.

وجاء قرار إغلاق مكتبها في رام الله ومنع صحفييها من العمل لكي يتوج رحلة طويلة من استهداف السلطة للقناة، وهو استهداف ممتد منذ سنوات التسعينات حينما أغلقت السلطة مكتبها في العام ١٩٩٩.

كما استمرت هذه الاستهدافات والتضييقات حتى يومنا هذا، وتنوعت ما بين شيطنتها تارة، وملاحقة صحفييها تارة أخرى، ومروراً بربطها بأجندات معادية للسلطة.

ويمكن بسهولة هدم هذه الترهات التي تروجها السلطة من خلال النظر إلى طبيعة التغطية التي تقوم بها الجزيرة، وهي تغطية تقف في غالبية الأحيان في منتصف المسافة بين السلطة ومعارضيها.

لكن السلطة وكما بقية الأنظمة العربية، تضيق ذرعاً باي إعلام مهني ينقل الوجه الاخر للأحداث، والحقيقة التي تريد تلك الأنظمة القمعية إخفاءها.

كما أن نقل الجزيرة لمجريات العدوان الذي يشنه الاحتلال ضد قطاع غزة ومدى الإجرام الذي يمارسه الاحتلال، يجعل من ثورة السلطة مهتزة بين شعبها، فهي تقف بحسب تصريحات قادتها في الصف المعارض للمقاومة، وبالتالي معاداة الشعب الفلسطيني بالضرورة والتبعية.

كما أن الجزيرة تفرد مساحة معقولة لنمو المقاومة في الضفة الغربية، وخاصة في جنين طولكرم طوباس وغيرها، وهي تغطية تضع السلطة في خانة التواطئ مع الاحتلال حينما تتقاسم وظيفة ملاحقة المقاومة والتضييق عليها.

وفي شأن الفساد الذي يضرب السلطة، كانت قناة الجزيرة في سياق عملها كوسيلة إعلامية تتناول أحيانا بعض تفاصيل فساد قيادة السلطة مالياً وسياسياً.

وأعدت القناة في أوقات سابقة حلقات من برامجها الاستقصائية ملفات كشفت فيها مثلاً تورط السلطة في اغتيال المناضل عمر النايف داخل سفارتها في بلغاريا.

كما أعدت تحقيقاً صحفياً كشفت فيه خفايا اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات على أيدي مقربين منه، وهو تحقيق احدث صدى عالمياً دفع السلطة مرغمة لتشكيل لجنة تحقيق وتشريح جثمانه.

ويمكن اعتبار ما سبق بمثابة ملفات ساخنة تطرقت لها الجزيرة وأحرجت فيها السلطة بشكل كبير، وبالتالي جاء قرار الإغلاق كانتقام وتصفية للحساب، بعيداً عن أي اعتبارات مهنية أو منطق وطني أو سياسي.

وعلى خطى سياسة الاحتلال تجاه وسائل الإعلام التي تنقل معاناة الشعب الفلسطيني، قررت السلطة الفلسطينية إغلاق مكاتب قناة الجزيرة في الضفة الغربية.

ووفق بيان نشرته وكالة وفا الرسمية، فإن اللجنة الوزارية المختصة المكونة من وزارات الثقافة والداخلية، والاتصالات قررت وقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة ومكتبها في فلسطين، وتجميد عمل كافة الصحفيين والعاملين معها والطواقم والقنوات التابعة لها بشكل مؤقت إلى حين تصويب وضعها القانوني.

إغلاق