هاني المصري: فتح لم تعد تشبه نفسها أو شعبها وإرهاصات قوية لانهيارها واندثارها

هاني المصري: فتح لم تعد تشبه نفسها أو شعبها وإرهاصات قوية لانهيارها واندثارها

رام الله – الشاهد| أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، أن حركة فتح لم تعد تشبه شعبها، ولا نفسها، مشددا على أن استمرارها في الوضع على حاله ينذر بالتدهور الشامل، وسيسدل الستار على واحدة من أكبر وأهم حركات التحرر في المنطقة وعبر التاريخ.

 

وقال في مقال نشره، اليوم الثلاثاء، إن التأجيل المتكرر لموعد عقد المؤتمر الثامن لحركة فتح جاء على خلفية الخلاف حول مخرجاته، وعلاقة ذلك بالصراع على الخلافة بعد وجود إشارات إلى أنها تسير باتجاه واضح نحو تكريس شخص بعينه بعد التعيينات الأخيرة في المنظمة.

 

وأشار الى أن هذا التصور يعززه نتائج انتخابات جامعة بيرزيت غير المسبوقة التي فازت فيها كتلة حماس، بالأغلبية، 28 مقعدًا من أصل 51، فيما حصلت كتلة فتح على 18 مقعدًا، وتداعياتها المتمثلة في استقالة أمين سر وأعضاء إقليم رام الله والبيرة، وتجميد الأقاليم في المحافظات الشمالية لعملها إلى حين إصلاح الأوضاع التنظيمية.

 

ولفت الى أن هذا الامر تسبب في وجود إرهاصات ومطالبات من داخل "فتح" وخارجها تذهب أبعد من ذلك بكثير تطالب بتغيير شامل للقيادة والرئيس عبر تقديمها الاستقالة أو إجبارها على الرحيل.

 

انهيار داخلي

واعتبر أن ما يميز الإرهاصات الحالية من داخل "فتح" وخارجها أنها لم تعد تؤمن بالعمل من داخل الأطر في "فتح" والسلطة والمنظمة وعبر المناشدات والمطالبات؛ لأن هذه الأطر غير موجودة، فكل مقاليد الأمور في يد شخص واحد، ومعيار التعيين لأي شخص بأي منصب مهم أو حتى غير مهم في الوزارات والأجهزة والمحافظين والسلطات المختلفة الموالاة التامة.

 

ونوه الى أن هذا الأمر انعكس وسينعكس على دور ووزن حركة فتح التي لم تعد قادرة على الحفاظ على دورها القيادي السابق، ولا المشاركة الفاعلة في القيادة، موضحا أن كل ما يهم القائمين حاليًا والمتحكمين بالقرار بقاء السلطة والوضع الحالي بأي ثمن.

 

وأكد أن رئيس السلطة محمود عباس والقيادة الرسمية وحركة فتح الذين يبدون في وضع لا يحسدون عليه، لا سيما بعد وصول خيار المفاوضات والعملية السياسية إلى طريق مسدود، وفشل كل المحاولات والرهانات على إعادة إنتاجه.

 

وأشار الى أنهم يسيرون نحو الأخذ بالتعامل مع "تقليص الصراع" و"السلام الاقتصادي"، ومواصلة التعاون الأمني بدلًا من اختيار تغيير المسار بشكل جوهري، من خلال الوحدة على أساس برنامج وطني يجسّد القواسم المشتركة والمقاومة والشراكة والديمقراطية.

 

واعتبر ان فتح تواصل عملية الإجهاز على منظمة التحرير كما يظهر في عدم عقد اللجنة التنفيذية اجتماعات، وعدم توزيع المهمات للأعضاء الجدد، وخصوصًا مهمة أمين سر اللجنة التنفيذية؛ ما يعمق تجميد عمل مؤسسات منظمة التحرير، وتهميشها، وتحويلها إلى تابع للسلطة.

 

تدمير المنظمة

وقال إن هذا السلوك ظهر بعد قرار شطب المجلس الوطني، وتحويل كل صلاحياته إلى المجلس المركزي، الذي يجري بتسارع تحويله إلى بديل عن المجلس التشريعي في ظل عدم وجود نية بإجراء الانتخابات العامة، ولا التوصل إلى وفاق على المشاركة، ولو عن طريق التعيين والمحاصصة الفصائلية.

 

وأشار الى أن فتح غير مستعدة لتفعيل المنظمة كما هي، التي تحولت بقدرة قادر إلى دائرة من دوائر السلطة بقرار تم الإيحاء بتعديله ولم يسحب، لكنه ألحق بقرارات مثل ضم كل موظفي ودوائر المجلس التشريعي إلى رئاسة المجلس الوطني/المركزي، وتجهيز غرفة رئيس المجلس التشريعي لكي يشغلها روحي فتوح الذي عين عمليًا رئيسًا للمجلس التشريعي المنحل رسميًا، والذي حل محله المجلس المركزي عمليًا.

 

ورأى أن مأزق فريق السلطة لا يقتصر على تجويف مؤسسات المنظمة وتهميشها، وإنما يظهر مأزقه في أن الحكومة تعاني من غياب رؤية وخطة، ومن تداخل بالصلاحيات؛ حيث تبدو في العديد من الحالات آخر من تعلم، ولا تملك من أمرها شيئًا بعد عجزها عن تعديل تركيبتها على الرغم من الإعلان عنه.

 

واعتبر أن هذا الامر ظهر في ظل الأزمة المالية المعرضة للتفاقم ووسط محاولات حثيثة لجعلها كبش فداء مثلها مثل كتلة الشبيبة في جامعة بيرزيت، والحديث الدائم عن فشل الحكومة وقرب تغييرها من أشخاص كانوا المبادرين إلى إقناع الرئيس بتشكيلها رئيسًا ووزراء.

 

واعتبر أن السبب الرئيسي للتدهور في مختلف المجالات هو سياسة وأداء القيادة الرسمية التي أوصلها إلى حد أنها لم تعد ذات صلة ليس بما يجري في غزة، وإنما فيما يحدث في القدس والأقصى، ولدرجة عقد اجتماعات وقمم عربية وعربية إسرائيلية من دون وجود ممثل عن الفلسطينيين.

 

فتح التنسيق الامني

وكان الكاتب الإعلامي والكاتب حمدي فراج، قال إنّ حركة فتح أمام مفترق طرق أما طريق الشعب والمقاومة أو طريق أمريكا والاحتلال والمقايضة وقذارة التنسيق الأمني وتأييد الفساد والإفساد.

وبين "فراج" أن التقاطع بين الطريقين شبه مستحيل، داعيًا شرفاء فتح للإصلاح ومجابهة الفاسدين والمتنفذين في السلطة.

 

وبيّن أن الشعب الفلسطيني سيعاقبُ حركة فتح بالمزيد على غرار انتخابات بيرزيت، حالة استمرارها في الفساد والإفساد والظلم.

 

اختطاف فتح

وكان رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي ناصر القدوة، اعتبر أن هزيمة فتح المدوية في انتخابات جامعة بيرزيت جاءت عقابًا للمجموعة المتحكمة في النظام السياسي الفلسطيني.

 

وأكد أن المتنفذين في السلطة وحركة فتح دمرت الحالة الفلسطيني ككل، وأن المجموعة المتحكمة وأدواتها أفسدت أيضا الحياة الطلابية بما في ذلك في جامعتكم وأدخلت تقاليد مدانة بعيدة عن العمل النقابي الصحيح وعن الروح النضالية للحركة الطلابية خاصة الفتحاوية منها".

 

وشدد القدوة، أن قيادة فتح والسلطة لا تهتم لما حدث وأنها ضد الديمقراطية والانتخابات من الأساس، متوقعا المزيد من الامعان وعدم اجراء أي إصلاحات.

 

ودعا القدوة أبناء حركة فتح إلى "النضال" من أجل استعادة الحركة العظيمة ممن اسماهم "خاطفيها"، حسب تعبيره، واستعادة دورها الطليعي النضالي القائد للحركة الوطنية الفلسطينية.

إغلاق