سياسية: السلطة وفتح دمرتا منظمة التحرير وستمنعا إصلاحها

سياسية: السلطة وفتح دمرتا منظمة التحرير وستمنعا إصلاحها

رام الله – الشاهد| قالت الكاتبة السياسية نادية سعد الدين إن مبرر قيام السلطة الفلسطينية حملها مشروعا قوامه التحول من حكم ذاتي على مناطق مجزأة لدولة وطنية ذات سيادة على إقليم سياسي وجغرافي وحدود معترف بها وفق عام 1967 وحل قضية اللاجئين، إلا أنه لم يتحقق، بينما بقيت السلطة راسخة لم يتغير وضعها منذ تأسيسها.

وذكرت سعد الدين في مقال أنه صاحب ذلك، كثيرا، توتر علاقة بين السلطة والقوى والفصائل، نتيجة دفعها للتخلي عن الكفاح المسلح واعتماد استراتيجية التفاوض والاعتراف بإسرائيل، وتنفيذ التزاماتها الأمنية بـ”أوسلو”، والتنسيق الأمني دون إقرار الأخير بالحقوق الوطنية، أو التوصل لتسوية متفق عليها للصراع.

وأشارت إلى أنه إذا كانت السلطة تحتكم في شرعية وجودها ومرجعيتها، وبالتالي محددات التزاماتها ومسؤولياتها، إلى ميثاق منظمة التحرير (عدا القانون الأساسي وأوسلو)، إلا أن حركتيّ حماس والجهاد وقوى اجتماعية وسياسية عريضة غير ممثلة في أطرها.

وذكرت أن السلطة الفلسطينية سعت إلى نقل عملية صنع القرار السياسي من أطر ومؤسسات منظمة التحرير إلى دوائر ووزارات تابعة لها، وسحب صلاحياتها وتصدُّر قيادة العمل الوطني وتولي إدارة المفاوضات والعلاقات العربية والدولية، إزاء تعاطي دولي معها كسلطة شرعية.

وقالت سعد الدين: “إذا كانت أوسلو تمنع السلطة من ممارسة الشؤون الخارجية، مقابل إناطتها بمنظمة التحرير، فإن ذلك يأتي من باب صدّ عناوين السيادة والاستقلال عن سلطة قد تؤول لدولة”.

وأضافت: “بدون أن يخفي الاحتلال مخطط تعديل اتفاقيات أوسلو عملياً لإحالة الوظائف التمثيلية والدبلوماسية بيد السلطة الممثلة لفلسطيني الداخل حصرا”.

وأكملت الكاتبة: “بسبب تداخل الصلاحيات ما بين مؤسسة الرئاسة والحكومة، لاسيما المسؤولية عن الأجهزة الأمنية، التي دُمجت في ثلاثة، والمجال الخارجي الخاص بتعيين السلك الدبلوماسي والسفراء وممثلي منظمة التحرير، فقد نشأ خلط مضاعف بين مؤسسة الرئاسة باعتباره من صلاحية الرئيس حسب القانون الأساسي، والحكومة عبر تبعيته لوزارة الخارجية، والمنظمة من خلال الدائرة السياسية المعنية بالتمثيل الخارجي”.

وأشارت إلى أن السلطة الفلسطينية سعت للاستئثار بعملية صنع القرار السياسي ما تسبب بتدهور مستمر لمؤسسات منظمة التحرير وتطويق مهام المجلس الوطني الفلسطيني.

ونبهت إلى أنه وفي مرحلة ما بعد حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، قد يُعاد بحث ملف إعادة تفعيل منظمة التحرير، لانضواء حماس والجهاد والقوى الأخرى فيها، لكن بأوزان مختلفة. إذ ستسعى حماس لمراكمة إنجازها العسكري بحصاد سياسي يتمثل بقيادة المشروع الوطني الفلسطيني.

وأكد أن السلطة الفلسطينية أظهرت عجزا جليا خلال أيام العدوان على غزة. غير أن السلطة، ومعها فتح ستسعى لحرمان حماس من تحقيق هذا الإنجاز، وستعود نفس التحديات للواجهة دون نتيجة.

إغلاق