عوائل قتلى السلطة في جنين.. ضحايا حماية أمن “إسرائيل”

جنين – الشاهد| قدمت السلطة الفلسطينية خلال عمليتها في مخيم جنين نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري وأطلق عليها زورا اسم “حماية وطن” 6 من عناصرها الأمنية قرباناً لحكومة الاحتلال في محاولة لإثبات نفسها وكسب رضاها للسماح لها بالعودة لحكم قطاع غزة.
السلطة التي كانت تحاول القضاء على المقاومة في جنين ومخيمها عبر الحصار المشدد واستخدام الرصاص والقذائف الصاروخية، لم تفلح بدخوله إلا عبر اتفاق مع عناصر المقاومة، لكنها سرعان من انقلبت عليه وغدرت بالمقاومين وأهل المخيم.
ولقي خلال العملية 6 من عناصر أجهزة السلطة نصفهم قتلوا أثناء تفكيك عبوة ناسفة وهم: ساهر ارحيل من الحرس الرئاسي، إبراهيم جمعة القدومي من جهاز الأمن الوقائي، مهران قادوس من جهاز الشرطة، حسن عبد الله من جهاز المخابرات، حسين نصار من الحرس الرئاسي.
إخفاء الحقيقة
أجهزة السلطة حاولت إخفاء الأسباب الحقيقة لمقتل عناصرها في جنين ومخيمها، إذ حاولت إلصاق أسباب قتلهم بعناصر المقاومة لتبرير جريمتها آنذاك، رغم أن نصفهم قتلوا في ظروف غامضة، وبعضهم قتل خلال تفكيك عبوات ناسفة.
السلطة قدمت روايات كاذبة لذوي القتلى، واستغلت ظروفهم النفسية بفقدان أبنائهم لتصب الزيت على النار، لتشجع عناصرها المهزومين نفسيا على مواصلة حملتهم الأمنية، وثانياً لحصد التعاطف الشعبي، لكنها خسرت خسارة فادحة على الجهتين.
فيما علق الشارع الفلسطيني على نعي أجهزة السلطة لعناصرها بأنهم “شهداء الواجب” بالقول: “إن الشهادة لا تطلق على من يقوم بقتل أبناء شعبه، ويقف إلى جانب المحتل”.
واعتبر البعض أن مقتلهم بسبب إصرارهم على المشاركة في اقتحام جنين ومحاولة تنفيذ أجندة رئيسهم محمود عباس وقادة أجهزته الأمنية، رغم أن الكثيرين رفضوا المشاركة في الهجوم والحصار وقتل أبناء شعبهم.
وتسود حالة من الحزن في منازل تلك العناصر وعائلاتهم لا سيما مع الأيام الأولى لشهر رمضان، إذ افتقدوهم بسبب إطاعتهم لقادتهم الذين تخلوا عنهم وتركوا عائلاتهم تصارع الحسرة والألم بمفردها.
تمرد داخلي
الكثير من عناصر أجهزة السلطة وعائلاتهم نجت من الجريمة وتحمل التكلفة الباهظة لها عبر رفض المشاركة في العملية الأمنية وقتل أبناء شعبهم.
فقد كشف مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية بيناير الماضي، عن رفض ضباط وأفراد من عناصر الشرطة التوجه إلى مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة للمشاركة في العملية.
وعزا المسؤول الذي رفض كشف هويته سبب رفض المشاركة في الحملة إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى والتوتر الداخلي والخشية من اتهامهم من الشارع بخيانة المقاومة.
وتسود قناعة داخلية لدى الكثير من عناصر أجهزة السلطة أن مهمتهم بجنين هدفها إرضاء الاحتلال عبر قتل المواطنين والمقاومين، وهو ما دفعهم لرفض المشاركة.
صواريخ تجاه شعبهم
إجرام تلك العناصر التي قتلت وغيرهم ممن شاركوا في العملية الأمنية فاقت كل تصور، فقد أظهرت لقطات مصورة متعددة عناصر السلطة تحمل قاذفا صاروخيا من طراز RPG، وتوجه وإطلاق الصواريخ تجاه السيارات والمنازل في المخيم.
لكن سرعان ما اختفى القاذف الذي يستخدم ضد الدبابات والآليات المصفحة بعد اقتحام جيش الاحتلال لجنين ومخيمها وبدء عملية عسكرية واسعة متواصلة حتى اليوم.
الشارع الفلسطيني تساءل عن صواريخ الــ RPG، والتي ظهرت بعد أيام قليلة من طلب تقدمت به السلطة للإدارة الأمريكية السابقة بهدف الضغط على الاحتلال لإدخال معدات عسكرية للسلطة للقضاء على المقاومة في جنين.
وقال عدي جرادات في حسابه على فيسبوك: “وين الأربي جي يا سلطة، ولا بس هيك أسلحة ما بنشوفها إلا لمواجهة أهالي جنين والكتيبة؟”.
وأضاف: “عرفانكم من زمان زلم بس ع أولاد شعبكم، وقدام الاحتلال زي النعامات”.
أما شادية الزبيدي فكتبت: “الدبابات دخلت البلد وصواريخ السلطة اختفت في جحورها، متى بدهم تصيروا وطنيين بحق”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=84471





