منظمة التحرير .. وصلت مرساها الذي أنشئت من أجله

منظمة التحرير .. وصلت مرساها الذي أنشئت من أجله

رام الله – الشاهد| كتب حسين مشارقة: بالرجوع لنشأة منظمة التحرير بقرار من جامعة الدول العربية .. التي تتكون من تلك الأنظمة الوظيفية التي انشأتها القوى الاستعمارية .. وأنشأت جامعتها العربية بقرار رئيس وزراء بريطانيا انتوني إيدن في ذلك الوقت سنة 1945 .. فيما بعد وبعد النكبة الفلسطينية .. اتخذت هذه الجامعة قرارها بشأن إنشاء منظمة تحرير فلسطينية .. ومنحتها صفة ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ..

النوايا المضمرة وراء هذا .. إسرائيل والقوى التي أنشأتها من الطبيعي أن تتوقع أن الشعب الفلسطيني سيقاوم هذا الكيان .. فكان لا بد من أن تكون هذه المقاومة تحت السيطرة والتوجيه الخلفي بغرض استيعابها وسهولة تصفيتها .. فكان هذا الكيان الذي وصف بأنه الكيان المعنوي للشعب الفلسطيني..

نجح هذا المخطط .. وذلك باحتواء وتصفية العناصر والقيادات والبني التنظيمية والفصائلية .. وسارت بها نحو التصفية بالاغتيال والحروب والاجتياحات .. وصولا إلى اتفاقات أوسلو .. التي قدمت لهذه المنظمة كيانا وهمية بمسمى سلطة حكم ذاتي شكلي .. بوعود كان يعلم مروجوها علم اليقين أنها مجرد أوهام لا تستند إلى واقع حقيقي ..

تذويت ذلك الكيان المعنوي في سلطة الحكم الذاتي جاء استكمالا للمشروع.. والتي عملت هذه السلطة منذ دخولها الأراضي الفلسطينية المحتلة.. عملت على النزول بسقف الطموح الفلسطيني من التحرير الكامل إلى القبول بدويلة على 22 ٪ من مساحة فلسطين.. وذلك بوهم المفاوضات والسلام مع الكيان .. وعملت منذ وجودها على تسخيف الوعي الوطني.. وشيطنة ومحاربة الفكرة المقاومة بحجة عدم الواقعية السياسية ..

سارت هذه المنظمة بما يشبه منحنى صاعد في الخطاب الثوري بلغ ذروته في سبعينات ومطلع ثمانينات القرن الماضي .. وبدأ هبوطا منذ إعلان الدولة المستقلة إلي جانب الكيان في الجزائر في ذروة الانتفاضة الشعبية الاولى .. واستمرت مسيرة الهبوط .. حتى اغتيال ياسر عرفات بحيث انتهت مرحلة الشعارات الثورية المقاومة والثوابت التاريخية للحق الفلسطيني .. وذلك بفرض محمود عباس والمنظومة المتبقية حولها لرئاستها .. والمعروف طوال تاريخه بمعارضة ومحاربة تلك الشعارات .. وتلك الثقافة ..

الان ولضمان بقاء هذه الحالة من الانحدار .. كان لا بد من ضمان تولي قيادة هذه المنظمة أشخاص يحافظون على استمرار هذا المنحنى .. لا سيما أنه لم يتبق في الصفوف الأولى من قيادتها إلا اتباع هذه المدرسة .. والتي لم تعد ترى في التحرير حاجة ولا ضرورة .. بعد أن عبرت ومارست صراحة بأن مشروعها لا يتجاوز استثمارات مالية وعقارية واحتكارات تجارية لا علاقة لها.. بالتحرير والوطن والثورة.. والتي أصبحت من وجهة نظرها مجرد شعارات كلاسيكية عفا عليها الزمن ..

وصول حسين الشيخ لقيادة ما كان يسمى منظمة التحرير الفلسطينية.. هو الوضع الطبيعي لمسيرة هذا المنحنى .. حتى لو لم يكن حسين الشيخ .. فمن هو الافضل منه في المنظومة التي تطفو على سطح القيادة الحالية ؟؟.

إغلاق