لماذا ترى الدولة العميقة بـ “إسرائيل” في السلطة مكسبًا يمنع المس به؟

رام الله – الشاهد| قال مدير مركز القدس للدراسات بجامعة القدس أحمد رفيق عوض إن “إسرائيل” الرسمية ترى السلطة الفلسطينية عاجزة عن القيام بواجباتها وتتهمها بالفساد، فإنها برؤية الدولة العميقة ما زالت تنفذ أدوارًا، ولا داعي لإسقاطها.
ورأى عوض في تصريح أن من أبرز مهددات السلطة وجود تيار مركزي في “إسرائيل” له تمثيل في الحكومة يعلن خيار الضم لإسقاط حل الدولتين، وإقامة دولة التوراة ولديه برنامج لإثارة المشاكل وإفقار السلطة وإحراجها وسحب البساط من تحتها.
وأوضح أن ما يريده الاحتلال أن “تتآكل السلطة من الداخل، وتسقط بأيدي أبنائها وليس بيد الإسرائيليين، لكي لا تتحمل إسرائيل التداعيات السياسية إن هي قامت بذلك، ومن هنا جاءت فكرة إمارة الخليل-وإن كانت صعبة التحقق- لتصب في مصلحة اليمين المتطرف”.
وأشار عوض إلى أن التحديات التي تهدد السلطة “الإنكار الأميركي لها وتجفيف منابع التمويل بذرائع واشتراطات مختلفة”.
وقال إن “إسرائيل تريد من السلطة تقليل التمثيل السياسي وأن تمتنع عن انتقادها دوليا وأن تقوم بالأدوار الأمنية التي تطلب منها سواء من المحتل أو غيره”.
وذكر أن من بين تلك الاحتمالات توجه الحكومة للجمهور لقول “إنها لا تستطيع أن تكمل المشوار، في ظل كل العقبات التي تضعها إسرائيل، بينها المقاصّة التي سببها قرار سياسي، وليس إجراءات فنية أو إدارية”.
وبين أن مواجهة السلطة للإجراءات والعقبات الإسرائيلية “أظهرتها وكأنها تتكيف معها، فكان لا بد من قرار سياسي يعيد تعريف العلاقة مع إسرائيل، وأن الاستمرار بهذه الطريقة غير ممكن”.
لكن ما الذي يمكن للسلطة فعله وماذا بيدها من أوراق؟ أجاب عوض: “مصارحة الجمهور بأن يتخذ قراراته، وهذا يتطلب قرارا من قيادة السلطة الفلسطينية ومشاورات وتوافقا وتنسيقا فصائليا وعربيا وإقليميا ودوليا وحتى مع الأمم المتحدة، لا أن يقتصر على الحكومة، حتى لا يتم القفز بالشعب إلى الفراغ”.
وبرأي عوض، “لا بد من إيصال رسائل للعرب والأوربيين الذين دعموا السلطة على مدى 30 عاما على أمل تحقيق حلم الدولة، بأنه لا يمكن لإسرائيل أن تفعل ما تريد وتغرق السلطة بطلبات تعجيزية، ثم تسحب منها التمويل والتمثيل والثروات والقدرة على الحركة”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=90650