السلطة أمام اختبار وجوي: مقاومة ضم الضفة أو إدارة وظيفية بلا وطن

السلطة أمام اختبار وجوي: مقاومة ضم الضفة أو إدارة وظيفية بلا وطن

رام الله- الشاهد|قال الكاتب السياسي رائد أبو بدوية إن السلطة الفلسطينية تقف أمام اختبار مصيري مع تسارع مشاريع الضم الإسرائيلي ما يكشف هشاشة المشروع الوطني نتيجة الارتهان الطويل للمفاوضات والوعود الدولية التي فشلت بوقف التوسع الاستيطاني وفرض الوقائع على الأرض.

وذكر أبو بدوية في مقال أن “إسرائيل تنظر للمرحلة الحالية مع إدارة ترمب وتراجع الضغوط الأوروبية كنافذة مواتية لتكثيف خطوات الضم، وسط غياب ردع دولي حقيقي”.

وبين أن السلطة تواجه تحديًا وجوديًا إما إعادة تعريف نفسها كإطار مقاوم للضم ومواجهة الاحتلال أو التراجع نحو واقع “سلطة بلا وطن” فاقدة للقدرة والشرعية.

وأكد أبو بدوية أن المطلوب من السلطة ليس الاكتفاء بالبيانات الدبلوماسية، بل التحرك عبر ثلاثة مسارات متوازية.

وذكر أن الأول من خلال الدبلوماسي والقانوني عبر تفعيل قرارات محكمة العدل الدولية، لا سيما الرأي الاستشاري الذي أكد عدم شرعية استمرار الاحتلال، واستثمار الاعترافات الدولية لتشكيل حالة ضغط قانوني على “إسرائيل”.

ونبه إلى أن الثاني هو السياسي الداخلي عبر إصلاح بنية الحكم وتعزيز المشاركة السياسية بشراكة وطنية واسعة، تعيد بناء الثقة بين القيادة والشعب الفلسطيني وتحصن الساحة الداخلية من الانهيار.

أما الثالث فهو المجتمعي والميداني بدعم صمود الفلسطينيين في المناطق المهددة بالضم مثل الأغوار و”E1″، ووقف سياسات الإهمال والتهميش التي تضعف المجتمع في مواجهة مخططات التهجير والاستيطان.

ونوه أبو بدوية إلى أن استمرار الرهان على متغيرات دولية غير مضمونة دون بناء قدرة ذاتية وطنية قد يفقد الفلسطينيين السيطرة على المشروع الوطني برمته، ويحول السلطة لمجرد إدارة مدنية محدودة الصلاحيات ضمن واقع استعماري متجذر.

إغلاق