باحثة: إقالات السلطة صراع نفوذ بين تياري جبريل الرجوب وحسين الشيخ

باحثة: إقالات السلطة صراع نفوذ بين تياري جبريل الرجوب وحسين الشيخ

رام الله – الشاهد| وصفت الباحثة السياسية في الشأن الإقليمي تمارا حداد ما يجري في السلطة من إقالات بصراع نفوذ داخل السلطة ومركزية فتح، لا سيما بين تياري عضويها جبريل الرجوب، وحسين الشيخ.

وأكدت حداد في تصريح أن هذه الصراعات ليست ببعيدة عن انعقاد المؤتمر الثامن للحركة نهاية 2023، الذي سيشهد عمليات إبعاد وتهميش للمعارضين كلهم للمشروع الأمريكي الجديد.

وأشارت إلى أن التهميش سيشمل جبريل أو توفيق الطيراوي أو غيرهم، لإخراج لجنة مركزية تتوافق كليا مع التوجهات المستقبلية والتيار القادم المتوافق تماما مع التوجهات الأمريكية”.

وقالت حداد إن “هناك مطالب واضحة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمانحين بتعديل في واقع السلطة الفلسطينية وإصلاح هيكلة كل المؤسسات المدنية والعسكرية فيها”.

وذكرت أن “عملية التغيير في السلطة لا تتأتى ضمن سياق التصويب بل لكسب الشرعية وإيجاد موالين لسياستها، وأن تفرز شخصيات لا تتعارض مصالحهم مع التوجهات الأمريكية وتتماشى مع خطة السلام الاقتصادي الأمريكية”.

وشددت حداد على أن “عملية إقالة المحافظين أو السفراء أو أي تعديلات قادمة لن تحسن من صورة السلطة أمام الفلسطينيين، ولن تعيد الثقة مع الشعب، وما يجري عبارة عن صورة ترقيعية لا أكثر ولا أقل”.

وربطت ما بين “التعديلات التي تجريها السلطة وإعلان حركة فتح انعقاد مؤتمرها العام الثامن نهاية العام الماضي”.
ونبهت حداد إلى أن “المؤتمر الثامن له علاقة بتهميش شخصيات تعارض توجهات السلطة الحالية وما تريده إسرائيل، مع إعادة شرق أوسط جديد ضمن واقع اقتصادي”.

تقوية الجبهة الداخلية

يذكر أن رئيس السلطة محمود عباس كشف عن أن قراره عزل غالبية المحافظين والسفراء جاء ضمن خطة موضوعة لتقوية “الجبهة الداخلية” بإعطاء الفرص لضخ دماء جديدة لأخذ دورها بمسيرة البناء والتطوير.

وثمن عباس أثناء كلمة بافتتاح أعمال الدورة الحادية عشرة للمجلس الثوري لحركة “فتح بمقر الرئاسة بمدينة رام الله، ما قال إنه “الدور الكبير الذي قام به المناضلون الفلسطينيون في المواقع التي استلموها وعلى المستويات كافة”.

وفي ملف المصالحة، شدد على أهمية انعقاد مؤتمر الأمناء العامين للفصائل بمصر كخطة جادة ومهمة على طريق تحقيق وحدة شعبنا وأرضنا في مواجهة التحديات الخطيرة التي تمر بها فلسطين والعالم أجمع، مشيرا إلى أن هناك خطوات لاحقة سيتم عملها لاستكمال ما جرى في مدينة العلمين المصرية.

وأكد عباس أن هناك تعاطفا كبيرا مع القضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة، باعتبارها قضية حق وعدل وحرية، لذلك يجب تكثيف الجهود الفلسطينية لنشر الرواية الفلسطينية القادرة على إبراز نضال شعبنا وحقه في الحرية والاستقلال، مع التشديد على التمسك بحقوقنا وثوابتنا الوطنية المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية.

وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني لن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال الرامية لتكريس الاحتلال وديمومته عبر تطبيق خطط الضم والتوسع العنصري، وتطبيق نظام الابارتايد، وجر الأوضاع إلى مربع العنف والتصعيد للتهرب من الالتزامات الواجبة عليه.

أول كلمة منذ العزل

وأشاد عباس بالمقاومة الشعبية السلمية، مؤكدا أنها تحقق أهدافها المرجوة منها، ولكن هي بحاجة لتضافر الجهود لكشف الوجه الحقيقي للاحتلال أمام العالم، وأن شعبنا يستحق حريته واستقلاله كباقي شعوب العالم الحر.

وقال الكاتب السياسي أحمد الطناني إن قرار الإحالة للتقاعد الذي أثار استياء المحافظين الذي عرفوا عنه من وكالة الأنباء الرسمية “وفا” دون إشعارهم المسبق لم يثر في الشارع الفلسطيني سوى موجة سخرية ولامبالاة.

وأوضح الطناني في مقال إن ذلك سببه لأنّ المحافظين المُقالين غالبًا إما غائبين عن أي دور فعلي، أو سيئي الصيت والسمعة ومتورطين بالاعتقالات السياسية والقمع وحتى ملاحقة بعضهم للمقاومين، ومنهم أصحاب التصريحات المسيئة للمقاومة وأمهات الشهداء.

يذكر أن عباس أحال معظم محافظي السلطة في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة إلى التقاعد.

وأطاح بمرسوم رئاسي محافظي: جنين، نابلس، قلقيلية، طولكرم، بيت لحم، الخليل، طوباس، أريحا والأغوار، شمال غزة، غزة، خان يونس ورفح.

وشكل لجنة رئاسية، تضمّ عددًا من الشخصيات القيادية ذات الاختصاص، لاختيار مرشحين لشغل المناصب الشاغرة، ثمّ تقديم قائمة المرشحين إلى عباس لإصدار قرار بشأنها.

ترميم صورة

وأكد الطناني أن إقالة عباس للمحافظين، أو ما يجري تداوله من تسريبات حول كونها لن تكون الأخيرة وهي ضمن سلسلة من خطوات مشابهة ستطال شخصيات مفصلية أخرى، وصولاً للحديث عن تغيير حكومي قد يشمل الحكومة كاملة أو جزءاً منها، لا يمكن فصله عن تصاعد خطاب التشكيك بقدرات السلطة وفعالياتها في أوساط إقليمية ودولية.

وأشار إلى أن الحديث عن فساد السلطة ورموزها وضعف دورها والانفضاض الشعبي من حولها ليس جديدًا، إلا أنّ اللافت كان تطرق الرئيس الأمريكي جو بايدن علانية إلى تناوله باعتبار السلطة جزءاً من المشكلة في الضفة الغربية.
فقد صرّح خلال مقابلة عبر قناة (سي أن أن) الأمريكية، أنّ “السلطة الفلسطينية لم يعد لديها أي مصداقية وجميع المشاكل في الضفة الغربية ليست سببها إسرائيل”، وفق تعبيره.

وذكر خلال حديثه أنّ هذا الأمر “خلق فراغاً للتطرف في أوساط الفلسطينيين، فالمشكلة حالياً في الضفة ليست إسرائيل فقط، وإنّما السلطة شريكة بالأمر”.

وبين التقييم حول ضعف السلطة وتراجع دورها لا يحمله بايدن منفردا، بل يشاركه إياه الاتحاد الأوروبي، وتعيه تمامًا الدول الأكثر التصاقاً بالسلطة وفي مقدمتهم مصر والأردن اللتان تشرفان بشكل مباشر على الترتيبات الأمنية التي جرى الاتفاق عليها في اجتماعي العقبة – شرم الشيخ إذ شمل تقييماً لدور السلطة وفعاليتها والخطوات اللازمة لدعمها في مواجهة تصاعد الأوضاع الميدانية.

إغلاق