هكذا يمكن تحويل أدوات السلطة الفلسطينية لمشروع تحرري مقاوم
رام الله-الشاهد| دعا الكاتب السياسي مروان طوباسي إلى إعادة تعريف المشروع الوطني التحرري، وتحويل أدوات السلطة الفلسطينية إلى مشروع تحرري مقاوم، لا مجرد إدارة ذاتية أو حتى أقل منها تحت السيطرة.
وقال طوباسي في مقال مع تصاعد المحرقة الإسرائيلية وجراىم الإبادة والتجويع بغزة، وتكرّس واقع الأستيطان والضم الزاحف بالضفة بتوصية الكنيست، وتآكل ما تبقى من اتفاق أوسلو المثير للجدل وطنيا تعود للواجهة فكرة “إعلان الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال” كضرورة استراتيجية لا كرمزية عاطفية.
وذكر أن الجوهر فيها لا يتعلق بمكانة قانونية جديدة بقدر ما هو إعلان وظيفي، يُحمّل “إسرائيل” بصفتها قوة أحتلال المسؤولية الكاملة عن الشعب الفلسطيني، ويحوّل مؤسسات السلطة القائمة إلى مؤسسات دولة مقاومة، تبني مشروعها الوطني تحت الاحتلال.
وأكد أنه لا يمكن إدارة مؤسسات الدولة تحت الاحتلال بعقلية التنسيق كأمر واقع لا يتغير والتبعية المالية ويجب القطيعة مع وهم الحكم الذاتي والتأسيس لمشروع مقاوم يستند إلى الصمود الشعبي، ويكسر التبعية للمانحين وفق اشتراطاتهم كما ومع الضغوطات الأمريكية ووعودها الزائفة السرابية، وينفصل عن وظيفة اتفاق أوسلو المثير للجدل الوطني.
وبين طوباسي أن إعلان “الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال” لم يعد خياراً رمزياً أو تكتيكياً أو قائماً على عقلية الفهلوة، بل ضرورة استراتيجية بمواجهة تفكيك القضية الوطنية التحررية وتآكل أدواتنا السياسية.
ونبه إلى أنها خطوة لا تستهدف فقط تدويل الصراع على أهمية ذلك، بل إعادة الاعتبار للمشروع الوطني التحرري، عبر تحويل الاعتراف الدولي المتزايد ومنه الفرنسي القادم بأيلول لأداة كفاحية، ومواجهة مشاريع “اليوم التالي” ومخططات التهجير والتطبيع والتدجين .
وأكد طوباسي أنه آن الأوان للتعامل مع هذه الحقيقة بوضوح وجرأة، فنحن شعب يملك دولة معترفا بها من ١٤٩ دولة ومنظمات أممية، لكنها تحت الاحتلال والمسؤولية الآن تجسيد الدولة إرادةً وسياسةً ونضالًا، لا انتظار وهم التفاوض الذي لا تريده إسرائيل التي لا تقبل لنا كشعب، أو استمرار المراوحة في حدود السلطة الفلسطينية.
وطالب بحوار وطني شامل يؤسس لـ”خارطة خلاص وطني”، تبدأ بحكومة إنقاذ ، وتنتهي بإعادة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال، على قاعدة المقاومة والتحرر السياسية والشعبية والقانونية والدبلوماسية وفكر الاقتصاد المقاوم وحماية مصالح الناس وتأمين مقومات صمودهم، لا التعايش مع القيد والشرط والأذلال.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=91593