محلل: الاحتلال يخلق ضائقة مالية للسلطة لضمان تأمينها مستوطني الضفة

محلل: الاحتلال يخلق ضائقة مالية للسلطة لضمان تأمينها مستوطني الضفة

رام الله – الشاهد| قال المحلل السياسي عمر عساف إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة “العصا والجزرة” مع السلطة الفلسطينية ويلوح بإمكانية التضييق عليها بالاحتياجات الأساسية.

وأوضح عساف في تصريح أن الاحتلال “يريد السلطة والحفاظ عليها ووجودها ودفعها للقيام بمهامها الأمنية، إلا أنه يبتزها بخلق ضائقة مالية تجعلها تمارس دورها الوظيفي بحفظ الأمن للمستوطنين بالضفة”.

وذكر أن “سلوك السلطة بالتعامل مع ملف الكهرباء بالضفة يشوبه القصور والضعف” سواء فيما يتعلق بأسعار الكهرباء المرتفعة أو تقيد نفسها باتفاقية باريس الاقتصادية التي جعلتها تستهلك الكهرباء ولا تنتجها.

ورأى عساف أن السلطة تدفع ثمن تعميق ارتباطها الاقتصادي مع الاحتلال، الذي هدفه سياسيًّا “بأن لا تستطيع السلطة اتخاذ مواقف سياسية تبعدها عنه”.

وأشار إلى أن الاحتلال يسعى دومًا لإحكام سيطرته على السلطة “حتى يستطيع بأي لحظة تضييق الخناق”.

العصا والجزرة

وأثارت الاشتباكات العنيفة التي شهدتها بلدة قباطية جنوب جنين علامات استفهام حول الهدف من قيام أجهزة السلطة بتلك العملية وتوقيتها، لا سيما وأنها جاءت في ظل ملاحقة أجهزة السلطة كل طرق حصول المقاومة على السلاح.

الاشتباكات التي استمرت لعدة ساعات أسفرت عن اعتقال أجهزة السلطة لعدد من المسلحين، بزعم تورطهم في قضية جنائية قبل عامين، فيما أصيب عدد من عناصر أجهزة السلطة.

وتساءل العديد من المواطنين عن سر توقيت تنفيذ العملية والتي جاءت في ظل حالة التوتر التي تعيشها جنين جراء اقتحامات جيش الاحتلال المتواصلة، وكذلك عناصر أجهزة السلطة التي تلاحق المقاومين ومن يقوم بمدهم بالسلاح.

وفي تعقيبه على ما جرى أعلن الناطق باسم أجهزة السلطة طلال دويكات “لدينا تعليمات واضحة من القيادة بفرض القانون والنظام في كافة المحافظات الفلسطينية”.

تكامل أدوار

ما تقوم به أجهزة السلطة يأتي في ظل الاتفاق بين جيش الاحتلال والسلطة بملاحقة المقاومين في جنين بعد العملية العسكرية الواسعة قبل أشهر.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن السلطة وجهت رسالةً غاضبةً للحكومة الإسرائيلية في أعقاب اقتحام جيش الاحتلال لجنين ومخيمها خلال الأسبوع الجاري مرتين، وهو الأمر الذي اعتبرته السلطة اخلالاً بالاتفاق بينهما.

ونقلت الهيئة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه لم يتم تغيير سياسة تمكين السلطة من ممارسة السيادة في جنين وفرض سيطرته الأمنية عليها، ولكن الجيش سيصل إلى الأماكن التي لا تتمكن السلطة الفلسطينية من القيام بذلك فيها.

وكانت القناة 14 العبرية كشفت قبل أسابيع عن لقاء بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في جنين مطلع الشهر، وجرى الاتفاق على منح أجهزة السلطة الفرصة؛ للعمل على وقف العمليات الفدائية.

ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله، بأن بديل الوضع القائم في جنين، هو العودة للسيطرة الكاملة على المدينة وإدارة حياة السكان، أو تفكك السلطة تماماً، وصعود المقاومة.

وأوضحت أن مصدراً في الجيش الإسرائيلي عارض هذه الخطوة، وشكك في قدرات آليات السلطة الفلسطينية، قائلاً “نحتاج إلى سلسلة من العمليات في المنطقة للقضاء على الإرهاب”.

وأظهرت مشاهد مصورة قبل أيام، جيبات الاحتلال وهي تعبر بسلام من أمام مقر المقاطعة خلال انسحابها من جنين، وهو مشهد بات معتادا مع كل اجتياح للمخيم أو للمدينة.

واقتحمت قواتُ الاحتلال مخيم جنين بأعدادٍ كبيرة من الآليات والعتاد العسكري، حيث نشرت قوات القناصة على أسطح المنازل بالتزامن مع اقتحام المخيم ووصول تعزيزات عسكرية.

إغلاق